178

Mudkhal Kabir

Genre-genre

فأما زحل فقد ذكرنا أن الذي يوجد من دلالته في هذا العالم إنما هو البرد المفرط وإنما يكون إفراط البرد باليبس فزحل بطبيعته بارد يابس فأما طبيعة البرد فهي لازمة له لا ينتقل عنها لأنه ركن فاعل إلا أنه ربما تغير فزاد فيه أو نقص منه فأما طبيعة اليبس فربما انتقل منها إلى غيرها لأنه ركن مفعول به وربما تغير بالزيادة فيه أو بالنقصان منه فإذا كثر ذلك التغيير انتقل إلى طبيعة أخرى فزحل إذا كان صاعدا من وسط فلك أوجه كانت طبيعته ثابتة على البرد واليبس وكذلك يكون إذا كان في البرج أو في الربع البارد اليابس أو في سائر المواضع الباردة اليابسة فإن اجتمعت هذه الحالات أفرط في البرد واليبس وإن نقصت كان أقل فإذا كان في البروج الحارة اليابسة ضعفت دلالة برده وقوي يبسه وإن كان صاعدا كما ذكرنا وهو في البروج الرطبة نقص من طبيعة يبسه وإن كان مع هذا في حد كوكب رطب أو في ربع رطب وهو من الشمس في أفق رطب نقص من يبسه فإن اجتمعت له هذه الحالات كلها في وقت واحد وهو صاعد انتقل إلى الرطوبة فصار باردا رطبا وإن كان زحل هابطا من وسط فلك أوجه كان باردا رطبا فإن كان مع ذلك في برج رطب أو في حد كوكب رطب أو في ربع رطب أو يكون أفقه من الشمس كذلك فإنه يزيد في رطو بته وإن اجتمعت هذه كلها في وقت واحد صار مفرطا في الرطوبة وإن كان في وقت هبوطه من فلك أوجه في البروج الحارة اليابسة ضعفت دلالة برده ونقصت قوة رطو بته فإن كان مع هذا في ربع حار يابس أو في حد كوكب حار يابس أو يكون أفقه من الشمس في مثل هذه الحال نقص من رطو بته وقوي يبسه وضعف برده فإن اجتمعت هذه الحالات كلها وهو هابط صار باردا يابسا

وأما المريخ فإن الذي يوجد من فعله في الزمان الحر المفرط وإنما يكون إفراط الحر باليبس فطبيعة المريخ حارة يابسة وأما الحرارة فهي طبيعة ثابتة له وأما اليبوسة فربما انتقل منها فإذا كان المريخ صاعدا في فلك أوجه كانت طبيعته ثابتة على الحرارة واليبوسة وكذلك يكون إذا كان في البرج أو في الربع الحار اليابس فإن كثرت هذه الحالات أفرط في الحرارة واليبس فإن كان في البروج الباردة اليابسة نقص من حرارته وقو يت طبيعة يبسه وإن كان صاعدا في برج رطب أو في حد كوكب رطب أو في ربع رطب أو كان من الشمس في أفق رطب نقص من يبسه وإن اجتمعت هذه الحالات في الرطوبة للمريخ وهو صاعد انتقل إلى الرطوبة فصار حارا رطبا فإن كان هابطا من فلك أوجه كان حارا رطبا فإن كثرت حالات الرطوبة فيه وهو هابط أفرط في الرطوبة وإن كان هابطا وغلبت عليه حالات الحرارة واليبس كان حارا يابسا وأما المشتري فإنه حار رطب معتدل كما ذكرنا من فعله في الزمان فإن كان صاعدا في فلك أوجه كانت دلالته على الحرارة المعتدلة أقوى وإن كان هابطا قو يت دلالته على الرطوبة المعتدلة فأما البروج الحارة أو الرطبة المشاكلة له فإنها قد تقوي حرارته ورطو بته المعتدلة والبروج التي لا تشاكله تضعف وتنقص اعتداله في الحرارة والرطوبة

Halaman 420