وقد كنا ذكرنا فيما تقدم كيفية فعل الكواكب بحركاتها في هذا العالم الأرضي المتصلة بها بالطبيعة فأقول الآن إنا نجد لكل كوكب من الكواكب السبعة في نفسه حركات مختلفة وإنما ذلك لكثرة أفلاكه واختلاف حالات تلك الأفلاك فأما كل كوكب فحركته في ذاته حركة طبيعية مستوية لا تزيد حركته في وقت من الأوقات على حركته في وقت آخر إلا أن كل واحد منها وإن كانت حركته في نفسه حركة مستوية فإن حركته في فلك تدو يره وحركة فلك تدو يره في فلك خارج مركزه وحركة الفلك الخارج المركز في فلك البروج مخالفة لحركة غيره من الكواكب السبعة وهي تخالف بعضها بعضا في كبر أجرامها وصغرها واختلاف ألوانها وفي بعد أفلاك بعضها من بعض وفي قربها أو بعدها منا فلمخالفة حالات بعضها لبعض علمنا أن لكل كوكب طبيعة وخاصية خلاف طبيعة وخاصية غيره من الكواكب
Halaman 374