فأما بحر الهند فإن حده مما يلي المشرق جزيرة تيز مكران وآخره بلاد الصين وحده مما يلي المغرب أول غب عدن وآخره بلاد الزنج وفي شرقي بحر الهند من المدن بلاد الهند والقمار والزنج والزانج وأمم كثيرة مختلفة من الهند وكلهم يمطرون في الصيف خلا أعالي بلدانهم التي بعدت عن البحر كبلاد تفت وكابل وغيرهما من المدن ومواضع هناك من البراري والصحارى والخرابات الموصوفة بالطول والعرض غير مسكونة فهؤلاء لا يمطرون في الصيف ولكنهم يثلجون في الشتاء لبرد هوائهم فأما غربي بحر الهند فإنه إذا قطع ركاب البحر غب عدن فإن أول أرض يصير إليها جزيرة يقال لها بلاد البربر وهي مسكونة وفيها جنس من الزنج متصلين ببلاد السودان وفي تلك الناحية الغربية بلاد الزنج والزانج وكل هؤلاء الذين ذكرنا وغيرهم ممن في تلك الناحية الغربية هم في جزائر وليس منهم خلق ينتهي إلى أرض يعلم أنها متصلة بالأرضين ولم يحد لنا هؤلاء القوم شمال وجنوب هذين البحرين ولا من يسكن في هاتين الناحيتين من الأمم فمن أراد الصين فإنه يقطع شرقي بحر الهند ويدور عليه حتى يصير إلى الصين ومن أراد الزنج فإنه يصير في غربيه إلى أن يصير إلى الموضع الذي يريد من الزنج ومن أراد الزانج فإنه يميل إلى شرقيه حتى يصير إلى كله ثم يعبر إلى بلاد الزانج وإنما يأخذون في هذا الطريق لأنهم إذا قطعوا بلاد الزنج يريدون بلاد الزانج يصيرون إلى ظلمة لا يتبين لهم ضوء النهار إلا قدر ست ساعات في كل يوم فلذلك يأخذون ناحية شرقي بحر الهند إلى كله ثم يصيرون إلى ناحية مغرب هذا البحر حتى يبلغوا بلاد الزانج
Halaman 332