وقد نجد كل المواضع والبلدان أيضا تختلف حالاتها وحالات أهلها وما يحدث فيها وإنما يكون ذلك على قدر قرب الشمس منهم أو بعدها عنهم وبيان ذلك الترك فإنه من أجل بعدهم من مدار الشمس عند صعودها وهبوطها كثرت الثلوج فيهم وغلبت البرودة والرطوبة على أرضهم فاسترخت لذلك أجسام أهلها وغلظت وصارت مفاصلهم غائرة لا ترى لكثرة لحومهم واستدارت وجوههم وصغرت أعينهم وطالت وصارت شعورهم سبطة وألوانهم بيضا حمرا وغلب على طبائعهم البرد وذلك لبرد أهو يتهم ولأن المزاج البارد يولد لحما كثيرا فأما حمرة ألوانهم فإن البرودة تجمع الحرارة وتظهرها حتى يرى ويستدل على ذلك بما يرى في القوم الذين لأبدانهم لحم كثير وألوانهم بيض إذا أصابهم البرد تحمر وجوههم وشفاههم وأصابعهم وأرجلهم لأن الحرارة والدم الذي يكون فيها منتشرا يجمعه البرد ومن أخلاق أهل هذه الناحية الجفاء وقطيعة الرحم وقلة اليقين وقلة العلم وكثرة النسيان
Halaman 252