إن هذا ليس بيدي، وإن الحالة الراهنة لا تكفل سلامة وصول هذه القوى المتراجعة إلى المدينة، وإن من خيركم أن تستسلموا جميعا ثم ترحل إلى المكان المناسب.
فلم يرد أي جواب.
ولما كانت قوات فخري باشا قد تمكنت من التضييق على الأميرين علي وفيصل فدفعت الأول إلى رابغ ودفعت الثاني إلى ينبع البحر، ولما كانت الأوامر ترد إلي مشددة بلزوم إسقاط الطائف وحث نار المدفعية الثقيلة على مركز القيادة، فما لبث القائد الوالي أن بعت إلي بهذا الكتاب، وقد ورد إلي بعد هزيع من الليل:
إلى قائد الجيوش العربية الشرقية الشريف عبد الله بن الحسين، إنه بالرغم من كثرة العتاد والذخيرة رأيت لزوم حقن الدماء، ولذلك أرجو قبول هيئة منا لتتذاكر معكم في معاملة التسليم والتسلم وفق حقوق الحرب الدولية، أو تتكرمون بإرسال هيئة منكم إلينا.
الإمضاء: كومندان القوة العثمانية المحصورة فريق غالب.
المنقذ الأعظم المغفور له جلالة الملك الحسين بن علي (أخذت هذه الصورة لجلالته في قصر رغدان).
فأجبته بالقبول وأن يبعث هو الهيئة التي يريدها. فبعث القائد سليمان بك ومعه رئيس أركان الحرب التركي ناظم بك وعليهم الأميرالآي حيدر بك قائد ومتصرف عسير سابقا، وحضروا إلى قصر الشريف فتن بن محسن بالمليساء. وكانت الهيئة العربية يرأسها القائد سعيد المدفعي والرئيس فؤاد والملازم أحمد حلمي. وتقرر التسليم على الآتي: (1)
يخرج الوالي والقائد والأمراء العسكريون حتى رتبة بكباشي في هذه الليلة إلى قصر شبرا. (2)
الطوابير تترك تحت قيادة الرؤساء اليوزباشية والملازمين الأولين والملازمين الثانين. (3)
تتراجع هذه الطوابير في منتصف الليل إلى الثكنة الكبرى وتترك على الأبواب بعض الغفراء، وفي تلك الساعة تتقدم القوات الراكبة العربية، بقيادة الشرفاء فهد بن شاكر وسلطان بن راجح والشريف حسين الجودي، لتحتل الأبواب وتؤمن السلام والأمن العام. (4)
Halaman tidak diketahui