16 يولية
ما أسأم الوحدة الحزينة بين المجاميع الضاحكة
بمقدار ما كان الأمس فرحا فاليوم قطوب عابس.
انتقلت بالأمس إلى هنا وها أنا بين عشرين أو ثلاثين شخصا أشعر بذلك الانفراد المطلق الذي وقعت فيه، ليس من عين تنظر لي إلا عين مستغربة ما يظهر على وجهي من علائم الدهشة والألم ثم سرعان ما تنساني، وهؤلاء الذين أعيش بينهم ليسوا أكثر إحساسا معي من أي إنسان في الطريق.
جارتي على المائدة غادة روسية خلع عليها الشباب أبهى حلله، ولا تظهر إلا باسمه لكنها مشغولة عن كل إنسان بجارة لها روسية هي الأخرى، وهي لا تتقن الكلام بالفرنساوية.
ما أحسن ذوقها في اللبس؛ تميل إلى الألوان الباسمة من غير ضحك، ويساعدها قوامها الدقيق على أن تتأنق مقدار ما تشاء.
وتجاهي هندي جميل التقاطيع عرفت أنه انتهى من دراسته في كامبردج.
أما جاره هو ففرنساوي من قرابة صاحب (البانسيون)، ورغما عن أنه فرنسي فهو سمج، كلمني بالإنجليزية في بعض مسائل تتعلق بالبانسيون، وسألني في أمور أخرى، فلم يكن خفيفا على نفسي حديثه، وشكله هو كاف ليزعج الكثيرين.
أراحني عجزي في اللغة عن أن آخذ في الحديث بنصيب، ومن الشيء الذي كنت أفهم أراهم أكثروا من الكلام عن الملابس والأزياء وسمعت كلمات (
Tailleur
Halaman tidak diketahui