ولم يكن المستر بكوك بحاجة إلى من ينبئه؛ لأن نعيق الغربان المستمر كان كافيا للتدليل على المكان المقصود.
وألقى الشيخ بندقية فوق الثرى، وحشا الأخرى.
وانثنى المستر بكوك يقول: «هاهم أولاء.» وفيما كان يقول ذلك، بدت أشباح المستر طبمن، والمستر سنودجراس، والمستر ونكل من مكان بعيد؛ ذلك أن الغلام البدين لم يكن متحققا أي السادات هو المطلوب، فعمد بذكائه الخاص - ومنعا للوقوع في خطأ - إلى دعوتهم جميعا.
وصاح الشيخ بالسيد ونكل مناديا: «أقبل ... إن راميا حاذقا مثلك كان أجدر به أن يستيقظ من وقت طويل، حتى ولو من أجل عمل يسير كهذا.»
فأجاب السيد ونكل بابتسامة مصطنعة، وتناول البندقية الأخرى، وقد بدا على وجهه من الأثر والتعبير ما نحسب الغداف
1
الملهم المتطير، الشاعر بدنو الموت رميا بالرصاص، إلا موجسا من دلالته، مشفقا من معانيه، ومن الجائز أن يكون ما بدا على وجهه دليلا على الحذق ومضاء العزيمة، ولكن الظن الغالب أنه يرجع إلى الألم والحيرة والارتباك.
وأومأ الشيخ برأسه، فبادر غلامان مهلهلا الثياب - كانا قد أقيما في هذا الموضع تحت إشراف الصبي «لامبرت» - إلى التسلق فوق شجرتين.
عندئذ راح السيد بكوك يسأل مضيفه: «ما شأن هذين الغلامين؟»
فقد أحس شيئا من الجزع؛ لأنه اعتقد أن سوء أحوال الفلاحين والعاملين في الأرض - كما سمع من قبل الشيء الكثير عنها - ربما أرغمت هذين الغلامين الصغيرين على كسب قوتهما من عمل خطر محفوف بالمكاره، وهو أن يجعلا من نفسيهما هدفا لصيادين غير خبيرين بالرماية.
Halaman tidak diketahui