وقال المستر سنودجراس من فرط تأثره: «هل لي أن أدون هذه القصة الغرامية الصغيرة يا سيدي؟»
قال: «بلا شك يا سيدي، بلا شك، وخمسين أخرى إذا شئت لها سماعا ... غريبة كقصتي ... رواية غريبة ... ليست خارقة للمألوف ... ولكن فريدة.»
وعلى هذا النحو مضى الغريب في الحديث، بين كئوس من شراب تتخلله، كلما وقفت المركبة لتغيير الخيل، حتى وصلوا إلى جسر روشستر، وكانت مذكرتا المستر بكوك والمستر سنودجراس قد امتلأتا بمختارات من هذه الأحداث كل الامتلاء.
وانثنى المستر أجستس سنودجراس يقول بكل الحماسة الشعرية التي امتاز بها، حين ألموا على الحصن القديم الباذخ في المدينة: «يا له من طلل عظيم!» وكانت الكلمات التي خرجت من فم المستر بكوك وهو يرفع المنظار المعظم إلى عينيه: «إنها لدراسة خليقة بأن يتولاها عالم من علماء الآثار!»
وقال الغريب: «آه ... موضع بديع ... بناء مجيد ... جدران عابسات ... أبواب متداعية ... أركان مظلمة ... مدارج متهاوية ... كنيسة قديمة أيضا ... رائحة ترابية ... أقدام الحجيج أبلت السلم القديم ... أبواب سكسونية صغيرة ... كراسي اعتراف كشبابيك تحصيل النقود في المسارح ... أولئك الرهبان زبائن غريبو الأطوار ... باباوات وأمراء خزائن، وكل صنوف الشيوخ والهرمين، بوجوههم العراض الحمر وأنوفهم المهشمة ... يتوافدون في كل يوم ... أردية مزردة كذلك ... بنادق ذوات أزندة ... توابيت موتى ... موضع بديع ... وأساطير قديمة كذلك ... وقصص وغرائب ... شيء مفتخر!» ومضى الغريب في هذه المناجاة حتى وصلوا إلى فندق الثور - بول إن - في شارع «هاي ستريت»؛ حيث وقفت المركبة عن المسير ...
وسأله المستر نثنايل ونكل: «أنازل هنا يا سيدي؟»
قال: «هنا ... كلا، ولكن لخير لكم ... منزل طيب ... وسرر ممتعة ... أما منزل «رايت» الملاصق، ففادح الأجر ... فادح جدا ... ولكنه نصف كراون في فندق الثور، إذا أخذت بالك من الخادم بزيادة في الأجر إذا أنت تغديت عند صديق، أكثر مما لو تناولت الطعام في المقهى ... أناس عجيبون ... جدا.»
والتفت المستر ونكل إلى المستر بكوك وغمغم ببضع كلمات، وتبادل المستر بكوك والمستر سنودجراس الهمس، وتهامس المستر سنودجراس والمستر طبمن، وتبادل القوم هز الرءوس هزة الموافقة.
ووجه المستر بكوك الخطاب إلى الغريب.
قال: «لقد أسديت إلينا صنيعا كبيرا جدا في هذا الصباح يا سيدي، فهل تأذن لنا في تقديم دليل يسير على عرفاننا لك وشكرنا، بالتماس حظوة الجلوس إليك على الغداء.»
Halaman tidak diketahui