وعاد واردل يصيح قائلا: «لقد أتينا في الوقت المناسب هيا، أرنا الحجرة، فلا ينبغي أن نضيع لحظة واحدة.»
وتدخل السيد النحيف قائلا: «أرجوك يا سيدي العزيز، أرجوك، الاحتياط، الاحتياط.» وأخرج من جيبه كيسا من الحرير الأحمر، ونظر طويلا في وجه «سام» وهو يخرج من الكيس جنيها ذهبيا.
وتهللت أسارير سام على مشهده.
وقال السيد النحيل: «أرنا الحجرة في الحال، دون أن تعلن قدومنا.»
فألقى سام الحذاء الطويل الممسوح في ركن، وتقدم الجمع يشق الطريق من خلال دهليز مظلم، ويصعد بهم سلما رحيبا، ووقف في نهاية دهليز آخر، ومد يده، وهمس للمحامي وهو يضع النقود في كفه: «ها هو ذا.»
وتقدم سام بضع خطوات يتبعه الصديقان، ومستشارهما القانوني، حتى وقف بباب هنالك.
وغمغم السيد النحيف قائلا: «أهذه هي الغرفة؟»
فأومأ سام إيماءة الإيجاب.
وفتح الشيخ واردل الباب، ودخل الثلاثة كلهم في اللحظة التي كان فيها المستر جنجل قد عاد من مهمته، ووقف يبرز الرخصة أمام العمة العانس.
ولم تكد هذه تراهم حتى أطلقت صرخة مدوية، وارتمت على مقعد، وغطت وجهها بيديها، وطبق المستر جنجل الرخصة في كفه، ودسها في جيب ردائه، بينما تقدم الزائرون الثقلاء إلى وسط الغرفة، وصاح واردل وهو لاهث من شدة الغضب يقول: «أنت، أنت وغد عجيب، ألست كذلك؟»
Halaman tidak diketahui