وأنشأ المستر سنودجراس يسأل رب البيت: «هل تلعب الكريكت يا سيدي؟»
قال: «كنت فترة من الدهر، ولكني أهملتها اليوم ... وأنا مشترك في النادي هنا، ولكني لا ألعب.»
وقال المستر بكوك: «أعتقد أن المباراة الكبرى ستقام اليوم.» وأجاب رب الدار: «أجل ... وتحب طبعا أن تشهدها.»
فقال المستر بكوك: «إني ليبهجني يا سيدي أن أشهد أي ألعاب يمارسها الناس في أمان، ولا تتعرض فيها حياة البشر للخطر من عجز غير البارعين فيها، الذين لم يحذقوها.»
وتمهل المستر بكوك، ونظر إلى المستر ونكل طويلا، فانزوى هذا من نظرة زعيمه المتفحصة، واسترد ذلك الرجل العظيم عينيه بعد بضع دقائق، وأضاف يقول: «هل من شفيع يشفع لتركنا صديقنا الجريح لعناية السيدات؟»
وقال المستر طبمن: «لستم تاركي لرعاية أفضل من هذه وأجدى.»
وقال المستر سنودجراس: «حقا إن هذا لمتعذر.»
وكذلك تم الاتفاق، على أن يبقى المستر طبمن في الدار برعاية السيدات، وأن يذهب الباقون من الأضياف بقيادة المستر واردل، إلى الموضع الذي ستقام فيها هذه المباراة التي أثارت أهل ماجلتون من سكونهم، وهاجت حماسة «دنجلي ديل» وحميتها ...
وفي الطريق - والمسافة لا تعدو أكثر من ميلين خلال دروب ظليلة، ومسالك مقفرة - عطفت أحاديث القوم على المشاهد البهيجة، التي أحاطت بهم من كل ناحية، حتى لقد كاد المستر بكوك يأسف بعد اجتياز هذا الطريق، على أنهم وصلوا إلى الطريق الرئيسي الذي يشق بلدة «ماجلتون».
ولا يجهل أحد أوتيت عبقريته ميلا إلى علم تخطيط الأرض، أن «ماجلتون» بلدة ذات شخصية معنوية، ولها عمدة ومشايخ وأعضاء مجلس قروي، وكل من يطلع على عناوين كبارها، من العمدة إلى الأعضاء، أو من الأعضاء إلى العمدة، أو منهما معا إلى الهيئة العامة، أو من هؤلاء الثلاثة إلى البرلمان، يتبين منها ما كان أولى أن يتبينه من قبل، وهو أن ماجلتون قرية قديمة مخلصة، جمعت بين الحماسة الصادقة لتعاليم المسيحية، وبين التفاني في المحافظة على الحقوق التجارية، بدليل أن العمدة والمجلس وغيرهما من السكان قدموا في أوقات مختلفة، لا أقل من ألف وأربعمائة وعشرين معروض احتجاج على استمرار النخاسة والرق في الخارج، ومثل هذا العدد من المعروضات يحتجون فيها على التدخل في نظام المصانع في البلاد، وثمانية وستين معروضا أخرى، يؤيدون فيها بيع المأكولات في الكنيسة، وثمانين وستة معروضات يلتمسون فيها إلغاء البيع والشراء في الطريق أيام الآحاد.
Halaman tidak diketahui