وقد دفع بعد أن نظر إلى نمرة العربة، وأنا أراهن أنه نسيها في دقيقة لانشغال باله بتحضير ما سيقوله لدولة الرئيس.
سرت وأنا متأكد أن الأزمة ستنفرج «زي كل أزمة» وستنجلي عن رئيس آخر غير عدلي باشا طبعا، وسيكون من يوصل أحمد بك إلى منزل صاحب الدولة الجديد إلى بولاق الدكرور محسوبكم الأسطى حنفي، وقد كان - أيها القارئ الأديب - هذا آخر عهدي به، فلم أره إلا في أوتوموبيلات «فينو» وكان يمر علي بدون أن يعرفني وأنا في موقفي كما يمر الغزال الفريد.
والآن إلى الملتقى أيها القارئ الأديب، ففي هذا الكفاية وإلى الأسبوع المقبل.
المذكرة الرابعة
رمضان كريم أيها القارئ الأديب، والزبون «الفينو» رمضان الخير وفسح «الضلمة» شهر الحرية وتزاور الليل، وما ينطوي تحت ذلك كله من أسرار تقع في يد مثلي، فلا يصونها ويعرضها عليكم، فكل عام وأنتم بخير.
هذه تهنئة محسوبك حنفي يا زبوني الفاضل، أرجو أن تقبلها بنية حسنة، ولو أنها صادرة من قلبي «الديمقراطي» إلى سادتي وأسيادي بين مذكر ومؤنث، وأنا لا أطالبهم إلا بدعوات صالحات، تقيني من خوازيق قلم المرور وقسم الرخص.
حديثي اليوم كله يختص تقريبا بسيداتي أبطال كل قصة في العالم، والتي لا تروق حكاية، إلا إذا كان لهن فيها أثر، وبالاختصار بالجنس اللطيف، بالملايات اللف «المنقرشة» والحبر «الكريشة والأبلسيه» والبرانيط من مختلف النحل والملل، ولا يحلو الحديث إلا بذكر ...
تصور معي الدنيا في العصاري، والوقت رايق «بلوزة» وموقف الست «الباتعة» أم هاشم به خمس عربات أنا على إحداها، استلفت الأنظار بنشاط خيلي ونظافة مركبتي، وإذا بثلاث سيدات «يا سيدنا» قام لهن الميدان وقعد، تقاسمن الجمال والخفة «والشخلعة» وقصدن عربتي بكل تأن، ويا سيدي على التلاقيح والنكت من رايق وبارد حتى من زملائي، فقد سمعت واحد منهم يقول: حلال عليك يا حنفي مين زيك يا أخويا!
وآخر يرد عليه قائلا: على مهلك يا عم، معلوم يحق لك مركب الأنس واللطافة!
وبالاختصار خرجت من الموقف في «وسط زفة» إلى شارع خيرت طبعا، وأنا أظن أني ذاهب بحضرات «الدرر المصونات» إلى زيارة أو على الأكثر إلى شيكوريل، وإذا بإحداهن تأمرني أن أقصد تيرو روض الفرج.
Halaman tidak diketahui