نهايته. كانت هذه السهرة (الروض فرجية) سببا في القضاء على ترددي في السفر، فلم ينقض الليل، حتى كنت في صباح اليوم التالي قاصدا إلى قلم الجوازات، لاستخراج جواز السفر لي ولبديعة.
غريبالدي
وبعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة قابلني الممثل (فريد صبري).
فلما عرف أنني قاصد إلى أمريكا الجنوبية، أظهر الرغبة في مرافقتي، فأفهمته أنني لا أضمن أن أعمل هناك، وقد يقتصر الأمر على تبديل الهواء وانتجاع الصحة. فأجابني بأن الأمر من وجهة نظره على حد سواء. لأنه - وهكذا قال - مقطوع من شجرة، ولا يهمه ما يأتي به السفر، وبناء عليه لم أمانع في أن يصحبني كما صحبني الممثل محمود التوني.
وقصدت إلى إحدى شركات الملاحة، وهناك فهمت أن باخرة اسمها «غريبالدي» تقوم من جنوا قاصدة إلى البرازيل.
فاسترحت إلى قطع التذاكر بها، وقلت لابد وأن إيطاليا إذا أطلقت اسم زعيمها العظيم «غريبالدي» على إحدى بواخرها، فإن هذه الباخرة لابد أن تكون عروس زميلاتها الأخريات.
وغادرت مصر إلى جنوا، وفي معيتي بديعة مصابني وفريد صبري ومحمود التوني وجوجو ابنة بديعة ... شايف المعية يا عم!! وظللت أمني نفسي بعظمة «غريبالدي» وأبهتها وفخامتها، حتى إذا وصلنا إلى جنوا تبخرت هذه الأحلام. لأن تلك «الغريبالدي» شبهت لي بقارب من قوارب الصيد، أو بسفينة من ذلك النوع القديم الذي علق أثره بأذهاننا من عهد الدراسة، والتي كان الفينيقيون يتنقلون عليها بين ثغور البحر الأبيض. وهنا قلت كيف يتسنى لهذه «القربة» أن تخطو خطوة واحدة في المحيط الأطلنطي؟ نهايته.
أنا سندباد بحري
سارت غريبالدي «تهكع» بنا، موجة تشيلها، وموجة تحطها، إلى أن اجتزنا مضيق جبل طارق، ودخلنا مياه المحيط وهنا كان الغلب الأزلي!! بل هنا كان التحقيق العملي للمثل المعروف وهو: «كالريشة في مهب الريح» أي والله ريشة!!
ولكي تفهم قيمتها في المحيط أقول إنها قضت بنا فيه أو قضينا بها في المحيط خمسة وعشرين يوما في حين أن غيرها من بواخر خلق الله يقطع هذه المسافة في أسبوع.
Halaman tidak diketahui