179

Memoir Huda Shaarawi

مذكرات هدى شعراوي

Genre-genre

كذلك فقد ألقت المسز شابمان، رئيسة الاتحاد العام للأندية النسوية الأمريكية، خطبة في المؤتمر قالت فيها: «إننا لا نعرف شيئا يضمن سلام العالم ويقصي شبح الحرب، وإنما نعرف أشياء كثيرة يجب أن نعمل معا إذا أريد تحقيق تلك الغاية، ومن جملة تلك الأشياء إنشاء نظام يضمن السلام ويوجد الطمأنينة في قلوب الدول ولا سيما الصغرى منها، وإيجاد نظام للفصل في المنازعات الدولية، وترسيخ فكرة السلام في عقول الناس وإزالة جميع عوامل القلق من النفوس، وتعويد الناس هذه الفكرة وهي أن القانون يجب أن يكون فوق القوة، وبذل كل سعي من شأنه تقوية دعائم السلام وترويج الدعوة إليه، وأننا نعتقد اعتقادا مخلصا أن السير على هذا السبيل يؤدي حتما إلى ضمان السلام وإزالة عوامل القلق من نفوس الناس.

هذا؛ وإن الاتحاد العام للأندية النسوية الأمريكية سيبذل كل جهوده ويعمل بكل قواه على تحقيق السلام العالمي ... السلام العادل الذي يشرف كل أمة، ويفسح لها مجال الرقي في ظل المدنية الحقيقية، وهذه مسألة جديرة بأن تسعى كل أمة إلى تحقيقها، وإن على نساء أمريكا تبعة خطيرة لا يستطعن التنصل منها، وهي السعي لضمان السلام العالمي.»

وقد نشرت جريدة السياسة الأسبوعية في عددها الصادر بتاريخ 26 مايو 1928 تعليقا مطولا على هذا المؤتمر وما دار فيه، وكتبت في نهاية التعليق تقول:

هذه خلاصة موجزة عن المؤتمر النسوي العظيم الذي عقد في أمريكا للدعوة إلى السلام، وهو كما قلنا أعظم مؤتمر نسوي شهده التاريخ، وقد لا نرى له نتائج محسوسة عاجلة ولكن تأثيره في المستقبل سيكون عظيما جدا، ومن أعظم الأدلة على عظم شأنه واهتمام الحكومة الأمريكية بأمره، حضور وزير الحربية الأمريكية وأحد أمراء البحر جلساته، واشتراكهما في مباحثاته، ولا نستطيع أن نتكهن الآن بما ستكون خطة الحكومة الأمريكية بعد القرارات التي أصدرها المؤتمر، ولكن ما يكاد يكون مؤكدا أن نساء أمريكا سيواصلن بذل جهودهن في سبيل سلام ورخائه.

السوق الخيرية

كان هذا النبض للحركة النسائية في مختلف أنحاء العالم يصل إلينا، فيدفعنا إلى مزيد من البذل، وكانت الحركة النسائية المصرية تركز على المجال الاجتماعي إلى حد كبير، باعتبار أن أول خطوة على طريق التقدم هي محاربة التخلف وبناء المستقبل السعيد للطفولة.

وتحقيقا لهذا الهدف، أقامت جمعية الاتحاد النسوي سوقا خيرية لصالح فتيات المشغل، كما أقامت حفلا خيريا للمساعدة في إعانة الطفل وتحقيق سلامته.

وقد تفضلت الأميرات آمنة إسماعيل وكمال الدين حسين وعفت حسن بافتتاح السوق وتشجيع الفتيات بشراء بعض منتجاتهن، كما تبرعت صاحبة السمو الأميرة أم المحسنين الوالدة ببعض الأموال للجمعية، فضلا عن مكافأة أربع عشرة فتاة من أوائل الناجحات بأساور وأقراط ذهبية جميلة، كذلك فقد وضع الأمراء آل لطف الله كازينة الجزيرة تحت تصرف الجمعية لإقامة حفلتها الخيرية.

وجدير بالذكر أن كرائم العقائل والآنسات قد تطوعن للظهور في المناظر الحية «التمثيل»، فكان لعلمهن نصيب في نجاح الحفلة وجمال تنسيقها.

وقد اجتمعت جمعية الاتحاد النسوي برئاستي لتقديم الشكر لكل من أسهم في هذا العمل الخيري، وقلنا في البيان الذي أصدرناه بهذه المناسبة:

Halaman tidak diketahui