78

عبارته :

المقامة هي المفعلة من المقام ، يقال : مقام ومقامة ، كمكان ومكانة ، ومنزل ومنزلة ، وهما في الأصل اسمان لموضع القيام ، إلا انهم اتسعوا فيها فاستعملوها استعمال المكان والمجلس ، قال الله تعالى : ( خير مقاما وأحسن نديا ).

وقال ابن علس :

وكالمسك ترب مقاماتهم

وترب قبورهم اطيب

ثم كثر حتى سموا الجالسين في المقامة مقامة كما سموهم مجلسا. قال زهير : وفيهم مقامات حسان وجوههم.

وقال مهلهل :

نبئت ان النار بعدك اوقدت

واستب بعدك يا كليب المجلس

إلى ان قال : قيل لما يقام فيها من خطبة اوعظة او ما اشبهها مقامة ، كما يقال له المجلس ، يقال مقامات الخطباء ومجالس القصاص ، وهذا من باب ايقاعهم الشيىء على ما يتصل به ، ويتكثر ملابسته اياه ، أو يكون منه تسبب ، ومن ذلك تسميتهم السحاب سماء ، قال الله تعالى : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ثم كثر حتى قيل للمطر سماء ، قال الشاعر :

اذا سقط السماء بارض قوم

رعيناه وإن كانوا غضابا

وقالوا : ما زلنا نطأ السماء حتى اتيناكم ومنه الحياء ، في قول الراعى :

فقلت لرب الناب خذها ثنية

وناب عليها مثل نابك في الحيا

وذلك ان الحياء اسم للمطر ، لأنه يحيي البلاد والعباد ، ثم سموا

Halaman 80