365

جمع شيئين مختلفى الماهية في حد ، وذلك : لأن الحد مبين للماهية بذكر جميع اجزائها ، مطابقة او تضمنا ، والمختلفان في الماهية لا يتساويان في جميع اجزائها ، حتى يجتمعان في حد.

والدليل : على اختلاف حقيقتهما ، ان احدهما مخرج ، والآخر غير مخرج ..» انتهى محل الحاجة من كلامه.

اذا عرفت ذلك ، فاعلم : ان صنيع «الخطيب» كصنيع «ابن الحاجب» حيث : قدم تقسيم الفصاحة والبلاغة ، باعتبار ما تقعان وصفا له ، بقوله فيما سبق : «الفصاحة : يوصف بها المفرد والكلام» الخ

ثم عرف كل واحد من الأقسام في المتن الآتي : بما يليق به ، اذ هما ايضا من قبيل : المشترك اللفظى بالنسبة الى ما تقعان وصفا له.

فلا يتأتى : ان يؤتى للفصاحة بتعريف واحد ، بحيث يشتمل اقسامها الثلاثة ، ويخرج غيرها.

وكذلك البلاغة : لا يمكن ان يؤتى لها بتعريف واحد ، يعم قسميها.

وهذا هو المراد بقوله : (لما كانت المخالفة في المفرد ، راجعة الى اللغة ، و) المخالفة (في الكلام)، راجعة (الى النحو).

وقد تقدم بعض البيان : في كيفية رجوعها فيهما ، اليهما عند قوله : «لا علم بعد علم الاصول ..» الخ.

وسيأتي تفصيل ذلك ، عن قريب انشاء الله تعالى .

(وكانت الغرابة مختصة : بالمفرد)، يظهر وجه الاختصاص عند تعريفها فيما يأتى.

(و) كان (التعقيد)، مختصا : (بالكلام)، يظهر ايضا

Halaman 367