314

الاطناب ليس فائدة ، فمحصل كلامه : انه لا فائدة في ايراد الأقوال اصلا ، لأنه تطويل بلا طائل.

(فالأولى : ان نقتصر على تقرير ما ذكره في الكتاب ، فنقول :

الفصاحة) مصدر فصح من باب شرف .

(وهي في الأصل)، اي : اللغة : (تنبىء) بكل واحد من معانيها المذكورة في كتب اللغة : (عن الابانة والظهور)، فانه (يقال) كما في المصباح : (فصح الأعجمي)، من باب قرب (وأفصح ، اذا انطلق لسانه ، وخلصت لغته من اللكنة ، وجادت ، فلم يلحن. و) يقال ايضا : (أفصح ، اى : صرح).

وذكر لها في كتب اللغة ايضا ، معان اخر ، كلها يدل : على الابانة والظهور دلالة التزامية بينة ، ولما لم يظهر للشارح مما ذكر لها من المعاني : ان ايها حقيقة ، وايها مجاز ، بل لم يظهر له ولم يتحقق اصل المعنى المطابقي ، أهو واحد ، ام متعدد؟ ذكر في تفسيرها : معنى يجمع معانيها الحقيقية والمجازية ، وهو ، الابانة والظهور.

فلهذا قال : «تنبى» دون ان يقول : هي الابانة والظهور.

والسر في ذلك : ان الفصاحة تطلق عندهم : على معاني مختلفة متحدة المآل.

قال بعض المحققين : تطلق الفصاحة : على نزع الرغوة ، وذهاب اللباء من اللبن ، يقال : سقاهم لبنا فصيحا اخذت رغوته ونزعت منه او ذهب لبؤه وخلص منه.

قال في الاساس : ان هذين المعنيين حقيقيان ، ثم قال : ومن

Halaman 316