264

واما قلى يقلى بالفتح ، فلغة بني عامر ، والفصيح : الكسر في المضارع واما بقى يبقى فلغة طي ، والأصل كسر العين في الماضي ، فقلبوها فتحة ، واللام الفا ، تخفيفا ، وهذا قياس مطرد عندهم.

واما ركن يركن فمن تداخل اللغتين ، اعني : انه جاء من باب نصر ينصر وعلم يعلم فأخذ الماضي من الأول ، والمضارع من الثاني. انتهى.

وللكلام تتمة ، يأتي عند قوله : «فنحو : ال وماء .. الخ».

فتحصل مما ذكرنا : ان كل ما ثبت انه من القرآن ، يحتج به في اثبات القواعد ، وان لم يثبت وروده في استعمال الفصحاء.

قال الشارح في باب الالتفات : قد كثر في الواحد من المتكلم لفظ الجمع ، تعظيما له ، لعدهم المعظم كالجماعة ، ولم يجيء ذلك للغائب والمخاطب ، فى الكلام القديم ، اي : كلام الفصحاء المتقدمين في الجاهلية ، وانما هو استعمال المولدين.

فعلق عليه المحشي : بأن المولدين ، اي : المتحدثين ، يقال : كلام مولد ، اي : محدث ، وفي القاموس : المولدة : المتحدثة من الشعراء لحدوثهم تمسكوا في ذلك ، اي : في استعمال الجمع للغائب والمخاطب ، بما وقع في القرآن المجيد من قوله تعالى : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا ) وقوله تعالى : ( أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) اي : الله ورسوله ، والجمع للتعظيم.

وقال القاضي في تفسير قوله تعالى : ( وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه ) خطاب بلفظ الجمع للتعظيم ، الى غير ذلك.

Halaman 266