207

عاملونا معاملة الغضب» ، او «فلما اتوا الينا بما يأتيه المغضب».

قال بعضهم : فان قال قائل : فلعل السور القصار يمكن فيها المعارضة قيل : لا يجوز فيها ذلك ، من قبل ان التحدي قد وقع بها ، فظهر العجز عنها ، في قوله تعالى : « فأتوا بسورة »

فلم يخص بذلك الطوال دون القصار!

فان قال : فانه يمكن في القصار ، ان تغير الفواصل ، فيجعل بدل كل كلمة ما يقوم مقامها ، فهل يكون ذلك معارضة؟

قيل له : لا ، من قبل ان المفحم يمكنه ان ينشىء بيتا واحدا ، ولا يفضل بطبعه بين مكسور وموزون ، فلو ان (مفحما) رام ان يجعل بدل قوله في قصيدة رؤبة :

وقائم الاعناق خاوي المخترق

مشتبه الاعلام لماع الخفق

فجعل بدل المخترق ، الممزق وبدل الخفق ، الشفق وبدل انخرق ، انطلق لامكنه ذلك ، ولم يثبت له به قول الشعر ولا معارضة رويه في هذه القصيدة ، عند احد له ادنى معرفة.

فكذلك : سبيل من غير الفواصل.

فان قيل : لو كان معجزا ، لم يختلف القوم في وجه اعجازه قلنا : قد يثبت الشيء دليلا ، وان اختلفوا في وجه دلالة البرهان كما قد يختلفون في الاستدلال على حدوث العالم : من الحركة ، والسكون ، والاجتماع والافتراق ، والدور والتسلسل كما في شرح الباب الحادي عشر للفاضل المقداد.

ثم ها هنا دقيقة ، لا بد من ذكرها ، وهي : انه ان قال قائل : اذا كان النبي (ص) قد قال : «انا افصح من

Halaman 209