146

Mu'jiz Ahmad

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Genre-genre

Retorik
أحامقه حتى يقال سجيةٌ ... ولو كان ذا عقلٍ لكنت أعاقله وكلمةٍ في طريقٍ خفت أعربها ... فيهتدي لي فلم أقدر على اللحن اللحن بالسكون: العدول بالكلام عن ظاهره. كقوله تعالى: " ولتعرفنهم في لحن القول " أي بتعريضهم في القول. واللحن بالتحريك: الخطأ في الإعراب. يقول: رب كلمة خفت في إظهارها، فلم أقدر على أن ألحن فيها؛ لأني مطبوع على الصواب في الإعراب. قد هون الصبر عندي كل نازلةٍ ... ولين العزم حد المركب الخشن يقول: قد جعل الصبر كل بلية تنزل بي خفيفة هنية، وأمضيت عزمي فيما أردت، فلين لي كل صعب خشن. كم مخلص وعلًا في خوض مهلكةٍ ... وقتلةٍ قرنت بالذم في الجبن القتلة بالفتح: المرة الواحدة. وبالكسر: اسم للحالة. والفتح الوجه الوجيه ها هنا. يقول: كم شجاع خاض الهلاك فتخلص منه، واكتسب علًا وذكرًا حسنًا، وكم جبان في الحرب لم ينفعه حذره، فقتل واكتسب به مع قتله ذمًا. لا يعجبن مضيمًا حسن بزته ... فهل يروق دفينًا جودة الكفن المضيم: الذي أصابه الضيم. والبزة: اللباس. يقول: إن الذليل لا يعجبه حسن لباسه، مع كونه ذليلًا، فإنه بمنزلة الميت المكفن في ثياب جيدة، كما أنه لا ينفع الميت جودة الكفن وحسنه، فكذلك لا ينفعه حسن بزته. لله! حالٌ أرجيها وتخلفني ... وأقتضي كونها دهري ويمطلني رجوت الأمر ورجيته بمعنىً. ولله!: تعجب. ودهري: مفعول أقتضى. يقول: ما أعجب حالًا لا أزال أرجوها، فلا أصل إليها، وهي تخلفني وأنا أقتضي أبدًا بكونها، وأطالب بحصولها، والدهر يدافعني بها ويمنعني عنها. مدحت قومًا وإن عشنا نظمت لهم ... قصائدًا من إناث الخيل والحصن الحصن: جمع حصان، وهو الكريم من الفرس الذكر. وروى: من حجور الخيل: وهي الفرس الأنثى الكريمة. يقول: مدحت قومًا رجاءً في العطاء، فلو عشت نظمت لهم قصائد من الخيل. وأراد به جمع الجيوش، ولما جعلها قصائد قال: نظمت. تحت العجاج قوافيها مضمرةٌ ... إذا تنوشدن لم يدخلن في أذن المضمرة: الخيل الخفيفة اللحم. وأراد بالقوافي: الخيل؛ فلذلك قال: مضمرة وبين أنها تخالف سائر القوافي، لأنها لا تدخل في الأذن. فلا أحارب مدفوعًا إلى جدر ... ولا أصالح مغرورًا على دخن الدخن: الدخان، وأراد به الغش. ومدفوعًا ومغرورًا: نصب على الحال من أحارب، وأصالح. يقول: لا أحارب منهم، وأنا مدفوع إلى حصن، وملتجىء بدار، بل أحاربه في الفضاء، وإن صالحت أحدًا منهم لا أصالحه إلا بعد الثقة، فلا أصالحه وأنا مغرور بظاهره حتى أعلم حقيقة أمره، وأن باطنه كظاهره. والأصل فيه قول النبي ﷺ " هدنةٌ على دخن " وقيل: أراد لا أترك شيئًا في صدري ولا أقعد عن ثأري، ولا أبقى غاية من التشفي إلا بلغتها. مخيم الجمع بالبيداء يصهره ... حر الهواجر في صمٍّ من الفتن خيم بالمكان: إذا ضرب خيامه فيه. وصهرته الشمس وصهدته وصفرته: إذا أذابت دماغه. وقيل: إذا أحرقته. والهاجرة: عند انتصاف النهار في الصيف ومخيم: نصب على الحال. أي أفعل ذلك في هذه الحالة. والصم: جمع أصم، وهو الصلب، وأراد بالفتن: الحروب. يقول: إني أحارب من أحارب في فضاء، وأضرب خيمي بها، وأقاسي حر الشمس، وأثير الفتن الشدائد. والضمير في يصهره: للجمع. ألقى الكرام الأولى بادوا مكارمهم ... على الخصيبي عند الفرض والسنن الأولى: بمعنى الذين. يقول: إن الكرام الذين ماتوا تركوا مكارمهم على الممدوح، فمكارمهم موجودة فيه وهو يتصرف فيها كما يشاء. فهن في الحجر منه كلما عرضت ... له اليتامى بدا بالمجد والمنن يقول: إن المكارم صارت في حجره، لما مات عنها الكرام فتكفل هو بحفظها، فكلما عرضت له اليتامى، وهي التي في حجره لينظر فيها، بدأ بالمجد: وهو الكرم والمنن، فقدم النظر في مصالح اليتامى التي مات عنها الكرام، وألقوها عليه. قاضٍ إذا التبس الأمران عن له ... رأيٌ يخلص بين الماء واللبن قاضٍ: في موضع رفع، أي هو قاض. وعن: أي ظهر. يقول: إذا التبس الأمر واختلط، ظهر له رأي نافذ، بحيث يمكن أن يفصل بين الماء واللبن. غض الشباب بعيدٌ فجر ليلته ... مجانب العين للفحشاء والوسن

1 / 146