وحسبنا فعل ما حد الرسول لنا ... ومن يصدقه فالله يهديه
والصدق فعل وقول لازم لهما ... عقد صحيح به الرحمن يدنيه
دينوا جميعًا بما جاء الرسول به ... تنجوا، ومن لم يدن فالله يخزيه أبو محمد هذا كان من صلحاء المسلمين، وفي أمور دينه من المنتبهين، وفي أحوال الدنيا من المغفلين، وكانت له عناية عظيمة بتحصيل كتب أبي محمد ابن حزم الظاهري ورسائله. وقد كتبت أنا من نسخة جملة صالحة؛ وكان ظاهري المذهب، وكذلك شيخه ابن بريال، وأبو محمد ابن حزم شيخ ابن بريال.
وكنت استأنس به مدة إقامتي بمصر، ويقابل معي ما اكتبه واقرؤه على الشيوخ، ثم رأيته بالإسكندرية أيضًا، وتوفي على ما بلغني بدمشق، رحمه الله تعالى. ومولده بسرقسطة من مدن الأندلس سنة ست وخمسين وأربعمائة، قال: وهي السنة التي توفي فيها أبو محمد ابن حزم، وكان مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال: وأحصيت تآليفه فبلغ عدد أوراقها ثمانين الف ورقة في كل فن، ومن جملتها " الإيصال في شرح كتاب الخصال " أربعون مجلدًا؛ وما خرج من داره صغره حتى
1 / 52