وَيَقُول قطرب الْكَلَام فِي أَلْفَاظ بلغَة الْعَرَب على ثَلَاثَة أوجه فَوجه مِنْهَا وَهُوَ الْأَعَمّ الْأَكْثَر اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ لاخْتِلَاف الْمَعْنيين وَذَلِكَ قَوْلك الرجل وَالْمَرْأَة وَقَامَ وَقعد وَهَذَا لَا سَبِيل إِلَى جمعه وحصره لِأَن أَكثر الْكَلَام عَلَيْهِ وَالْوَجْه الثانى اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ وَالْمعْنَى وَاحِد وَذَلِكَ مثل عير وحمار وذئب وَسيد وَجلسَ وَقعد إِلَخ وَالْوَجْه الثَّالِث أَن يتَّفق اللَّفْظ وَيخْتَلف الْمَعْنى فَيكون اللَّفْظ الْوَاحِد على مَعْنيين فَصَاعِدا مثل الْأمة الرجل وَحده يوتم بِهِ وَالْأمة الْقَامَة قامة الرجل وَالْأمة من الْأُمَم وَمن هَذَا اللَّفْظ الْوَاحِد الذى يجىء على مَعْنيين فَصَاعِدا مَا يكون متضادا فِي الشىء وضده
كَثْرَة مترادفات اللُّغَة الْعَرَبيَّة مِمَّا تمتاز بِهِ لغتنا الْعَرَبيَّة كَثْرَة مترادفاتها مِمَّا لَا يُوجد لَهُ نَظِير فِي أَيَّة لُغَة من اللُّغَات السامية أَو غَيرهَا من الْأَمْثِلَة على ذَلِك مَا سنجده فِي هَذَا الْكتاب مِمَّا جمع من الْأَسْمَاء للأسد أَو السَّيْف وَغَيرهمَا بل نجد الفيروزآبادي صَاحب الْقَامُوس يضع كتابا فِي أَسمَاء الْعَسَل فَذكر لَهُ أَكثر من ثَمَانِينَ اسْما وَقرر مَعَ ذَلِك أَنه لم يستوعبها كلهَا
وَإِن الْعَرَبيَّة الفصحى تخْتَلف فِي ذَلِك اخْتِلَافا كَبِيرا عَن اللهجات العامية الحديثة المتشعبة عَنْهَا فمتون هَذِه اللهجات ضيقَة وتكاد تكون مُجَرّدَة من المترادفات
1 / 12