Masalah Peradaban Moden
معضلات المدنية الحديثة
Genre-genre
قدح المكب على الزناد الأجزم
تراه يريد أن يصف فم معشوقته فيشبهه بفارة التاجر؛ إذ تسبق إليك رائحة المسك منها، ثم يمضي في الوصف فيشبه فمها بروضة، ويصف الروضة فيذهب إلى ذكر الذباب والجزام، وهذا دليل على أن مقتضيات زمانه وظروف حياته قد صرفته عن كل شيء إلا عن الحرب؛ فتراه يجيد وصف المعركة، ولا يجيد وصف كاعب حسناء أخذ حبها بمجامع قلبه.
ثم ارجع معي إلى امرئ القيس، فهو على فروسته، وعلى أنه معدود من فرسان العرب كما يدل على ذلك اسمه، فإن امرأ القيس معناه رجل الشدة والبأس، تراه في كل معلقته لا يذكر إلا الحسان والترامي عليهن، ولم يذكر السيف ولا الحرب، وإن كان أجاد وصف جواده لا خائضا معركة ولا مدركا صيدا. خذ مثلا من تشبيبه:
أفاطم مهلا بعد هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل؟
وإن تك قد ساءتك مني خليقة
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل «فسلي ثيابي من ثيابك»، أي فانزعي قلبي من قلبك ينتزع. وفي هذا مثال لا للحب ولكن لنزعة المجون والمتعة بالنساء والتشبيب بهن، لا لحبهن ولكن للمتعة بهن من طريق الإغواء والإغراء بالشعر، وإظهار الحب دون حقيقة ما يشعر به القلب، وهي صفات امتاز بها عصر امرئ القيس. وإليك مثلا من معلقته يوم عقر ناقته للعذارى حول غدير ماء، إذ يقول:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
Halaman tidak diketahui