Muawiyah bin Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Genre-genre
ولعلنا نقترب من توضيح الاصطلاح إذا نقلنا التفرقة من القدرة والعظمة إلى التقدير والتعظيم.
فنحن نقدر الإنسان بمقداره عظيما كان أو غير عظيم، بل نقدر الأشياء بمقاديرها ولو لم يكن لها عمل، ولم تكن من وراء العمل نية، ولكننا إذا عظمنا الإنسان فإنما نوجب له التعظيم علينا؛ لأنه يعنينا ويستحق إكبارنا، ويرتفع إلى المكانة التي تلحظها الإنسانية بأسرها، وتعود عليها في منافعها وخيراتها.
فكل عظيم قدير ...
ولكن ليس كل قدير بالعظيم ...
والعظمة قدرة وزيادة ...
أما القدرة فليس من اللازم أن تكون عظمة، فضلا عن أن تكون عظمة وزيادة، ومعاوية قدير ولا ريب ...
أما أنه عظيم فذلك الذي نعرض له في الصفحات التالية؛ لنبين فيها الفارق بين القدرة والعظمة، في ترجمة رجل من أنفع الرجال النابهين لتوضيح هذا الفارق بميزان الحوادث وميزان الأخلاق.
ومن سرف القول أن يقال إن معاوية لم يكن يعمل بباعث من الغيرة الدينية، أو بباعث من أحكام المروءة والعرف المتبع في الأخلاق.
فليس في وسعه أن يتجرد من هذه البواعث لو أراد، وليس في وسع رجل أسلم على يد النبي - عليه السلام - وصاحبه، وعمل على أيدي الجلة من صحابته أن يغفل عن غيرة دينه، وأحكام فرائضه، وواجبات المروءة في عرف زمنه ... •••
إلا أننا - مع العلم بغيرته الدينية في شعوره وفعاله - نستطيع أن نعلل جميع أعماله بعلة المصلحة «الذاتية» أو مصلحة الأسرة والعشيرة.
Halaman tidak diketahui