Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa
مصر: نسيج الناس والمكان والزمان
Genre-genre
سيوه: «شاءو» هو اسم بربري - من البربر - قديم حرف الآن إلى «شالي» ويطلق على البقايا للمدينة القديمة المسورة المحصنة ضد غارات البدو - كما هي العادة في كل الواحات المصرية. وقد أسماها العرب «سنتريه» وغالبا حرف هو واسم شاءو إلى سيوه، وفي هذه الواحة تجمعين: شالي وأغورمي وللأخيرة شهرة واسعة؛ لوجود معبد آمون جوارها والذي كان كهنته يشتهرون بإطلاق النبوءات. وكانت كل الشعوب في الشرق الأوسط وأوروبا وبخاصة اليونانيون القدامى يؤمنون بالنبوءات في بلادهم وأشهرها نبوءات «دلفي»
Delphi Oracle ، وهو الاعتقاد الذي حدا بالإسكندر إلى رحلته التاريخية إلى سيوه حيث حصل على نبوءته بالانتصار. ولهذا اشتهرت واحة سيوه بين الكتاب الأوروبيين باسم واحة آمون. وبقايا المعبد ما زالت قائمة في حالة متوسطة من الحفظ. (4) دينامية العمران ودورته
في ختام هذا الفصل نشير بإيجاز إلى المكان الذي يختاره المصريون في القديم والحديث لإقامة محلاتهم السكنية، مدنهم وقراهم - باختصار ضوابط المكان الجغرافي:
في البداية كان السكان ينتشرون على مسطح مصر بصورة أكثر تعادلا من تركيزهم الآن، أعدادهم قليلة؛ لأن اقتصادياتهم تعتمد على الصيد وجمع بعض الغذاء من عالم النباتات.
مع الجفاف اتجه الناس إلى أمان المياه على مقربة من الوادي ، حيث هم قريبون من النهر يتعايشون عليه بالصيد وبعض الحيوان والنبات، لكنهم بعيدون عن غائلة الفيضان وإيكولوجية البيئات الرطبة والمستنقعات. لهذا فالمحلات السكنية في تلك الفترة هي على أطراف الوادي والدلتا.
مع معارف الزراعة أخذ الناس يتقدمون إلى داخل الوادي والدلتا، ومع سيادة نظم ري الحياض اختار الناس الأماكن المرتفعة نسبيا داخل السهل لإقامة المدن والقرى، أو يحيطون المدن بأسوار والقرى بكميات كثيفة من التربة والطمي للحماية من المياه خلال فترة إطلاق المياه في الحقول. ونظرا لاستمرار زراعة نفس الأحواض مئات السنين كانت القرى تعلو رويدا بإعادة بناء المساكن فوق أكوام البيوت القديمة المتهدمة. وعلى هذا ثبتت القرى في مواقعها آلافا مؤلفة من السنين؛ لأن الوفرة صارت عاملا في نمو أعداد السكان من القلة إلى الكثرة، ومن البعثرة إلى التركز.
وحين اتبعت مصر نظام الري الدائم منذ نحو قرن ونصف لم تعد مياه الفيضان تغرق الأرض، وتحيل القرى إلى جزر يتحرك الناس فيما بينها بقوارب خفيفة أو فوق مسارات الفواصل الطينية بين الحوض والآخر. وبرغم الفائدة الاقتصادية من التراكم الرأسي للثروة من نفس الحقل بزراعته مرتين على الأقل في السنة، برغم ذلك فقد كانت له ردة تعتبر ضارة من وجهة نظر انكماش مساحة الأرض المزروعة لصالح امتداد العمران القروي والحضري داخل الزمام الزراعي؛ ذلك لأن القرى والعزب والمدن بدأت في الانتشار على السهل الزراعي خارج نطاق الأكمات القروية العالية القديمة.
ونتيجة الإغارة على الحقول يعلو الآن صوت الإعلام محذرا من تآكل المساحة الزراعية، وداعيا إلى بناء القرى على الحواجز - أي أطراف الوادي والدلتا مع الدعوة إلى «غزو» الصحراء! وسواء صح هذا أو كان غير ذلك فما يعنينا في هذه المداخلة أن الإنسان لا يخترع جديدا بل يحاول أن يستعيد من أشكال الدينامية القديمة. ولو لخصنا هذه الدينامية السكنية في جملة متتالية بين الشكل والسبب سنجدها كالآتي: (1)
انتشار عريض لمجموعات بشرية صغيرة متناثرة قبل أن تصبح الصحراء صحراء جدباء مع ممارسة مهنة الصيد والجمع، وبالتالي قلة أعداد الناس. (2)
التجاء الناس إلى أطراف الوادي مع حلول الجفاف واستمرار الصيد وقلة الناس. (3)
Halaman tidak diketahui