Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa

Muhammad Riyad d. 1450 AH
132

Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

Genre-genre

إلى الشباب: اعرف نفسك

وربما تكون هذه الأرقام والنسب حافزا على زيادة الاهتمام بالسياحة الخارجية من ناحية، ولكني من ناحية أخرى أرى ضرورة تنشيط السياحة الداخلية كي يعرف الناس كم هي كثيرة أوجه الجمال ومصادر الثروة بالحركة داخل الدولة. وقد لا يتأتى ذلك باستمرار إنشاء الفنادق الغالية بل المتوسطة الآمنة صحيا حتى تكون في متناولنا ومعظمنا ذوي دخول محدودة. وأدعو بإلحاح الأندية المختلفة إلى تنويع نشاطها الاصطيافي بإنشاء نشاط شتوي إلى الأماكن البرية المصرية في الصحاري والواحات وجبال البحر الأحمر وسيناء. على أن مثل هذا النشاط هو على الأغلب موجه للشباب فهم حقا في حاجة إلى اكتشاف مصر وإمكانتها، والأكثر اكتشاف أنفسهم وقابلياتهم لتقبل الجديد، مما يحفز الطموح بديلا للخمول الحالي في مماشي الجامعات وعلى كراسي المقاهي ...

الفصل السادس

مسألة المياه في مصر

(1) جيوبوليتيكية المياه كمؤسس سياسي في مصر والشرق الأوسط

1

في الماضي لم تكن هناك أزمة مياه في مصر والشرق الأوسط لسببين: (1)

أن الظروف المناخية كانت أرطب نسبيا من الجفاف الشديد الحالي. (2)

ميزان التناسب بين أعداد السكان والنمط الحياتي الاقتصادي والسكني من ناحية ومياه النيل من ناحية أخرى كان يميل غالبا إلى التناسب، ومن ثم وفرة في المياه بغض النظر عن سنوات انخفاض أو ارتفاع الفيضان في سنوات محدودة بالقياس إلى النظام المائي المعتاد معظم السنوات. بمعنى أن عدد السكان كان أقل كثيرا مما هو الآن وأن احتياجات المياه الحالية أصبحت متعددة بين الزراعة والصناعة والسكن المدني المتزايد، مما يستدعي إمداد أنابيب طويلة ومحطات دفع وأحواض تنقية وترع ورياحات وقناطر وسدود، وفوق ذلك احتياج للري الدائم موسمين زراعيين أو أكثر، بينما كان النشاط الزراعي في الماضي مرتبط بري الحياض كاستجابة لمعطيات نظام النيل الطبيعي وزراعة موسم واحد بعد الفيضان.

وبعبارة أخرى فإن المصري في ستة آلاف سنة كان - عددا ومجتمعا - متلائما حياتيا ومتكيفا بيئيا مع طاقة نهر النيل، ولكن منذ قرن ونصف تغير هذا التكيف بتغير كافة الموارد الحياتية تقنيا واقتصاديا وهندسيا وعدد السكان. وهذا هو ما ولد أزمة المياه التي نعيشها الآن. فالعنصر الطبيعي ثابت - النيل، بينما العنصر البشري متغير ويطلب المزيد من النهر هو غير قادر على تلبية هذا المطلب - ناهيك عن متغيرات دول حوض النيل التي أصبحت في حاجة لنصيب من مياه تجري على أرضها. هذا وذاك في زمن نعاصره الآن يتسم ببدايات تغير مناخي يميل إلى مزيد من الجفاف وتراجع كمية المطر المغذية لمنابع النيل في الهضبتين الحبشية والاستوائية معا. والتغير المناخي لا حيلة لنا أمامه ولكن جانب منه يعود إلى استفحال الإنسان في المزيد من النشاطات المؤدية إلى زيادة غازات ضارة في الجو ترفع درجة الحرارة عالميا مما يعرف «بمناخ الصوبة» بين المتخصصين.

Halaman tidak diketahui