Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa

Muhammad Riyad d. 1450 AH
131

Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

Genre-genre

Sleeping bag » ينحشر داخلها، وهي وإن كانت تحميه من هوام وحشرات إلا أنها غير صحية لأسباب يعرفها من عاناها أولها الشعور بالقيد كمومياء محنط ... ومع ذلك فإن السفاري جزء هام من الرحلة توقعا لليلة يقضيها مع البدو في غناء وعشاء وصمت مطبق وقبة سماوية رائعة ترف بالناس إلى عالم سحري لا يرونه إلا فيما ندر.

دروب السفاري كثيرة

وهناك طرق سفاري قصيرة وأخرى طويلة. سيناء الجنوبية مليئة بالسفاري القصيرة لمائة كيلومتر - تزيد أو تقل - تخرج من شرم ودهب وغيرهما إلى أقدام الكتلة الجبلية الشماء في سانت كترين، وفي البحر الأحمر سفاري أطول أو أقصر مثل الذهاب إلى دير الأنبا بولس أو الأنبا أنطوان، أو الشيخ الشاذلي، وسفاري طويلة عبر الجبال غربي الغردقة أو من القصير إلى الأقصر ومن مرسى علم إلى وادي الجمال أو إلى النيل عند إدفو أو كوم أمبو، أو عبر وادي العلاقي إلى أسوان وبحيرة السد العالي.

أما الصحراء الغربية فهي مليئة بكل أشكال السفاري من الشمال والجنوب والشرق والغرب وكل زوايا البوصلة الأرضية. فمن مطروح إلى سيوة والبحرية والفرافرة والداخلة والخارجة والأقصر خط معروف ممتد مئات الكيلومترات مطروق للسياحة وبخاصة السياحة الألمانية، أو من الخارجة جنوبا إلى باريس ودوش وشرق العوينات وتوشكى وأبو سمبل، أو من الداخلة إلى أبو بلاص والجلف الكبير ووادي عبد الملك ووادي مصورات ومسننات جبل العوينات وفوهات ضخام ناجمة عن ارتطام النيازك وربما المذنبات الفضائية من ملايين السنين، أو بالأمس القريب في رمال الصحراء عند أركنو، أو من الداخلة والخارجة إلى أسيوط، ومن الداخلة إلى غرب الموهوب وأبو منقار وجنوب بحر الرمال الكبير حيث الجفاف على ظهور الحيتان الرملية يمتص رطوبة كل شيء بما فيه هبة ريح تاركا أي كائن بيولوجي جلد على عظم! أو من سيوة جنوبا إلى أطراف بحر الرمال الشمالية، أو من الفرافرة إلى عين ضاله أو داله إلى وسط بحر الرمال أو إلى الصحراء البيضاء والصحراء السوداء في الرحلة ما بين الفرافرة والبحرية، أو من البحرية إلى الفيوم والريان ومنها إلى البهنسا أو من قارون إلى منخفض القطارة الهائل ومن ثم إلى الساحل عند ميدان المعارك الكبيرة في العلمين، أو تنتقل من واحة سيوة العامرة إلى واحة قارة أم الصغير المنعزلة التي كانت تائهة في عالم من النسيان والأحلام، أو تطرق دروب التهريب من سيوة وجنوب السلوم إلى واحة جغبوب وعالم ليبيا والسنوسية، أو تحاذي في أحيان غرد أبو محرك ذلك الكثيب الطولي الذي يمتد 500 كيلومتر من شمال البحرية إلى الخارجة ونيل النوبة القديم ... ودروب ودروب بعضها مرصوف ومعظمها دقته الأقدام في رحلات آلاف السنين ...

أطياف وأحلام على أرض الواقع

هذه هي أراض الأحلام للسياح - الأرض الغريبة بما فيها من رمل وحجر وحرارة تلهب الرءوس، وجفاف يعتصر رطوبة الوجه والجسم، وبرودة منعشة في ليال مقمرة، وطعام جاف وشربة ماء مقننة. وربما يتوه الفكر في ظلمة ليل يلفه عالم غير مرئي مليء بالسحر والسحرة والعفاريت والجن النادر من ضحكات ضبع تائه وتغريد طير على شفى الموت ... هذا هو العالم الذي جاءوا من أجله، فقد أصابهم الملل من حياتهم النمطية المتكررة ، وأحبطتهم بيئتهم المدنية النظيفة، وقواعد الآداب والسلوك حتى اختنقوا داخل أسوار غير مرئية لا يفكرون إلا من خلالها ولا ينظرون إلا من فتحات ضيقة، بينما هنا في أحضان بكر الأرض هم أحرار بكل المعنى، تتفتح أذهانهم على مبادآت وتعن لهم فلسفات وينظرون للعالم من خلال فضاء لا نهائي يتسع لكل شيء ولكل دقة في القلوب؛ عالم مسحور، تحول ترانسندتالي، جسم بلا جاذبية أرضية، مادة بلا أوزان، هباءة تسبح مع هبات ريح فوق أديم لا أرضي من صنع لحظة خيال فوقية ...

هؤلاء سياح من نوع آخر نرجو أن نستقطبهم ليس في فنادق النجوم الكثيرة بل في فنادق الطبيعة تحت قبة السماء، والمطلوب تجهيزات شديدة البساطة أهمها قليل من الماء وكثير من مضادات القرص والسموم في محطات معروفة، فليس بعدك يا روح برغم التحولات الترانسندنتالية روح!

هؤلاء حين يعودون مفعمين بالتجربة النادرة هم سيكونون أكثر الدعاة حماسا لمثل هذه الرحلات إلى مصر السفاري ومصر التاريخ ومصر الطبيعة أكثر من شركات ومكاتب السياحة. عرفت شبابا في ألمانيا والنمسا يذهبون إلى مملكة نبال؛ لأنها جبال وحشية وناس مختلفي النزعة والديانة وتكريم للسياح ومصداقين لبرامجهم المعلنة سواء بالنسبة للفنادق أو الزيارات. ولو كانت هناك أوراق تصف السياحة والسفاري المصرية على أنها تجربة متعة طبيعية روحية معا لوجدنا نتائج أفضل، ويزيد الفضل لو كانت مصداقية مكاتب السياحة المصرية عالية يحكى عنها على أنها نموذج طيب للمعاملة غير مقصر في تنفيذ برامجه المعلنة. وبعد فإن السفاري هي جزء من كل في صناعة السياحة، والتحسن في فرع من السياحة سوف يؤدي إلى سمعة طيبة تساعد على نمو مواز في فروع أخرى، مثل السياحة العلاجية أو غيرها مما يتفتق عنه فكر الرواد في المجالات السياحية.

أرقام جامدة

وللمقارنة نجد أنه في 2004 بلغ عدد السياح إلى مصر 5,7 ملايين سائح أنفقوا نحو 6,3 مليارات دولار، في مقابل 17 مليون سائح في تركيا ومدخول سياحي 7,6 مليارات دولار. فرنسا أكبر دولة تستقبل السياح في تلك السنة حيث بلغ العدد 75 مليون سائح ومدخول نحو 31 مليار دولار ، وإسبانيا 53 مليون سائح ومدخول 51 مليار دولار، وإيطاليا 37 مليون سائح ومدخول 38 مليار دولار. وبرغم أرقام السياحة ومدخولاتها إلى مصر فهي في المرتبة ال 30 من حيث عدد السائحين، وهي في المرتبة 25 من حيث الدخل السياحي. كما أن هذا الدخل يساوي 5٪ من الناتج المحلي العام لمصر عام 2004 والبالغ 78,8 مليار دولار وعلى الأغلب هو أعلى قليل من صادرات النفط والغاز المصرية. فهل نأمل في زيادة عدد السياح والمدخول إلى نحو الضعف في بضع السنوات القادمة، هذا إذا لم يحدث عمل إرهابي يؤدي إلى نكسة سياحية عددا ومدخولا - لا قدر الله.

Halaman tidak diketahui