Mesir: Tenunan Orang, Tempat, dan Masa
مصر: نسيج الناس والمكان والزمان
Genre-genre
وفي واحة سيوة مجموعة من العيون الحارة والباردة من أشهرها داخل أدغال النخيل المترامية عبن كليوباترا، بني حولها كافتريا وغرف لخلع الملابس ولكن شهرتها الأصلية ترجع إلى أهمية زيارتها للعروسين صبيحة الزفاف. وعين فاطناس للمياه العذبة داخل واحة ظليلة في جزيرة صغيرة وسط بحيرة سيوة المالحة المياه. ويوجد بالجزيرة مقهى صغير للشاي والشيشة على موائد وكنبات بيئية تحت النخيل وأمام البحيرة الواسعة. وربما كان «بير واحد» أنظف الآبار الحارة على بعد نحو أكثر من عشرة كيلومترات جنوب منخفض الواحة وعلى الأطراف الشمالية لبحر الرمال العظيم. هنا واحة صغيرة لكن الكثبان وراء الكثبان تسيطر على المنظر وتجعل له مذاقا خاصا بعيدا عن أدغال النخيل السيوية. ونظرا لموقعه فإنه يحتاج إلى سيارة ذات دفع رباعي للوصول إليه. ولا يوجد به سوى شاي وشيشة وعلى راغبي المبيت إحضار الغذاء والماء. وفي شرق الواحة (23 كيلو) عين كبيرة تسمى عين قريشات مياهها نظيفة وعمقها نحو ثلاثة أمتار، وإلى شرقها (15كيلو منها) «عين صافي» وهي آخر المعمور السيوي في اتجاه طريق البحرية، وفي المنطقة وجدت عشرات المقابر التي تعود إلى العصر الروماني. أما في داخل الواحة فهناك عشرات العيون الطبيعية التي تستخدم مياهها لري حقول النخيل الشاسعة، وشرب سكان القرى والمستوطنات المختلفة التي من أشهرها قرية أغورمي حيث يوجد معبد النبوءة الذي زاره الإسكندر الأكبر وبالقرب منه بقايا معبد آمون. وفي سيوة عدد كبير من الفنادق معظمها صغير، وكلها تخدم حركة السياحة الأجنبية التي تتكامل مع الآثار وغرابة أدغال النخيل الشاسعة والبحيرات المالحة إلى جوار العيون العذبة والقرى القديمة والخدمات الحديثة، مما يجعلها أكثر الواحات المصرية تكاملا، لكن ينقصها كثيرا السياحة الداخلية في هذه الواحة الأسطورية. وبوجه عام تحويل هذه المصادر الطبيعية إلى مزارات للسياحة الداخلية والخارجية على أن تتكامل خدمات صحية وترفيهية وحياتية من أجل معرفة أحسن بالمعمور المصري النائي وتنميته. (2) ماذا نحتاج لتصحيح مسار السياحة؟
في مقال سابق تكلمت على أحد الموارد السياحية المصرية غير المعتنى بها وهي العيون والينابيع الدافئة، وأن الاهتمام بها سيكون أحد منشطات السياحة باعتبار أن الأمور الصحية هي واحدة من أهم الدوافع لدى الأفراد لتصور الشفاء من بعض متاعب الأبدان.
ومرة أخرى أؤكد أن السياحة مقصود بها السياحة الأجنبية والمحلية معا. بل ربما تكون سياحة المصريين أكثر ثباتا في تدعيم وبقاء صناعة السياحة من سياحة الأجانب التي تتأثر بعناصر كثيرة من الأمن والاضطراب السياسي المحلي والإقليمي والدولي.
مصر - شأنها شأن كثير من الدول السياحية - تتمتع بمصادر تاريخية وأثرية ربما تفوق غيرها في صورة المتاحف المفتوحة كالأبنية العملاقة التي تحكي عظمة الهندسة الموغلة في القدم، والمتمثلة في أهرامات مصر من الجيزة إلى منف - سقارة ودهشور واللاهون، ومنطقة الأقصر بمعابدها ومقابرها التي لا نظير لها في العالم، والقاهرة الفاطمية المملوكية بإبداعاتها الإسلامية الرائعة. وتتشابه مصر مع غيرها في أشكال من السياحة الدينية وخاصة الكنائس والأديرة القبطية ذات الشهرة في وادي النطرون ومنطقة الزعفرانة وكنائس مصر القديمة، فضلا عن رحلة السيد المسيح إلى مصر والأماكن العديدة التي زارها هي معالم تاريخية في غاية الأهمية. وكذلك الموالد المرتبطة بممارسات طقسية للأولياء والقديسين والقديسات، كمولد السيد البدوي وعبد الرحيم القنائي والسيدة زينب وسيدنا الحسين وسانت تريزا وغيرهم كثير.
ومصر تتمتع بالجو صافي الأديم معظم السنة وإن كان حارا نصف العام، لكنه مقبول في النصف الآخر، وكلاهما يسمح بحركة الناس الاصطيافية على البحر المتوسط والشتوية إلى البحر الأحمر وجنوب الوادي في أسوان والأقصر وفي الواحات. فالمناخ الجاف غالب السنة هو مورد آخر درجنا علي استخدامه ونحتاج إلى مزيد من تنظيمه، كأن يكون لمؤسسات سياحية وفندقية ازدواجية تخطيطية ومشاركة فعلية في مشآت المصايف والمشاتي معا.
في مصر لكي نفهم ونخطط لحركة السياحة بوجهيها الداخلي والخارجي نحتاج أشياء كثيرة لكي تكون الصورة أوضح لدى الجميع من وزارة السياحة إلى المؤسسات السياحية، وإلى ملاك المنشآت السياحية ووسائل الانتقال العامة من الطائرة إلى الأوتوبيس السياحي إلى تحسين الطرق وعلامات الإرشاد، وأخيرا لدى الناس كي يعرفوا أين يذهبون لقضاء إجازاتهم سواء الأسبوعية أو الصيفية أو الشتوية.
أولى النواقص أننا نرى اهتمام وزارة السياحة يكاد أن يدور حول تعداد الليالي السياحية وعدد القادمين والمغادرين ونسبة الإشغال الفندقي إلى آخر ذلك من البيانات، وبعضها دلالاته غامضة كالليالي السياحية التي لا تفيد كثيرا في معرفة أسباب التركيز أو التناقص في أماكن أو أجزاء معينة من مناطق السياحة. كما أنها تكاد تقتصر على حركة السفر جوا أو بحرا من الدول الأخرى سواء الأوروبية أو العربية. والاهتمام كبير في وزارة السياحة بالسياحة الأجنبية باعتبارها مصدرا للعملات الأجنبية، وهو شيء جميل لكنه تركيز مخل؛ لأن السياحة الداخلية يجب أن تكون في دائرة اهتمام تلك الوزارة جنبا إلى جنب تسويق مصر في الخارج. وهذا التسويق يظهر بصورة مكثفة في إقامة الكثير من الندوات الرسمية والإعلامية في أوروبا بصفة أساسية، وربما كان ما ينفق على تلك الحملات الإعلامية يساوي - أو يكاد - حصيلة مصر من السياحة الأوروبية. فالكثير من السياح يأتون كمجموعات فيما يعرف باسم عقد شامل
يحتوي على نفقات الطائرة المستأجرة
Charter flight - غالبا أجنبية مما لا يدعم الطيران المحلي، ويحتوي العقد الشامل على الإقامة في فنادق النجوم العالية بسعر - إذا حسب بدقة - فهو أقل بكثير جدا من السعر الذي يدفعه الفرد المصري أو المقيم في مصر. فالحقيقة أن نسبة إشغالات الفنادق وعدد الليالي السياحية هي ليست مؤشرا للنجاح الإعلامي للسياحة في الخارج، بل إن عائدها هو أقل مما تصوره تلك الأرقام.
ولكن هناك من يقول: إن مثل تلك الحركة من الإشغالات تكاد تبقي على الفنادق والعاملين بها دون أن تغلق أبوابها - وهو قول جدلي على أي حال. فلو كانت الدعوة الإعلامية موجهة بنفس القوة إلى السياحة الداخلية وبأسعار معقولة لما كان هذا التكالب على فتات السياحة الأجنبية الحالية. هذا مع العلم بأن التناقص والتذبذب في سعر الصرف للجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية وبخاصة اليورو والدولار يؤدي إلى مزيد من تناقص أسعار الرحلات الشاملة لكي تكسب المزيد من تلك الرحلات، ومن ثم تتناقص مكاسب الفنادق وأرباح جميع النشاطات السياحية الأخرى من المطاعم وأنشطة البحر ورياضاته ومحلات بيع السلع السياحية ورواتب العاملين وأشياء أخرى.
Halaman tidak diketahui