Mesir dan Tamadun Islam
مصر والحضارة الإسلامية
Genre-genre
فيا حبذا ذاك الشذا حين هبت
فيها زهاء سبعمائة وخمسين بيتا، وليست من العيون الفريدة في الأدب العربي فحسب، ولكنها ذات شأن عظيم في دراسة التصوف الإسلامي.
وممن كان لهم شأن عظيم من شعراء مصر محمد بن سعيد البوصيري المتوفى نحو 696ه/1297م، فقد نظم في مدح النبي - عليه السلام - عدة قصائد، أشهرها قصيدته المشهورة بالبردة، والتي مطلعها:
أمن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
وقد أتيح لهذه القصيدة أن تصيب من الذيوع والانتشار أكثر من أي قصيدة عربية أخرى، والمعروف أن الشاعر نظمها توسلا إلى الله أن يشفيه من فالج نصفي أصيب به، فرأى النبي في المنام يلقي عليه بردته فانتبه من النوم سليما معافى، وبعد أن كانت القصيدة تسمى «الكواكب الدرية في مدح خير البرية» أصبحت تعرف باسم «البردة»، وقد كان من شهرتها أن كتب لها زهاء تسعين شرحا بالعربية والفارسية والتركية والبربرية كما ترجمت إلى شتى اللغات واللهجات، ولا زالت أبياتها ترتل في الجنازات، وتكتب في التعاويذ حتى اليوم.
وقد بلغ الصوفية أوج عزهم في مصر في أيام صلاح الدين الأيوبي وخلفائه كما يشهد بذلك العدد الوافر من البيوت التي شيدت لهم، والتي تعرف باسم الخوانك (جمع خانكاه)، وعلى رأسها الخانكاه الصلاحية التي فتحها صلاح الدين «للفقراء الصوفية الواردين من البلاد الشاسعة»، ورتب الأوقاف للإنفاق عليهم.
4
وقدر للجامع الأزهر الذي شيده الفاطميون أن يصبح أكبر جامعة إسلامية للعلوم الدينية العالية يفد إليها الطلاب من جميع أصقاع العالم الإسلامي، ويحملون إلي بلدانهم ما يفيدونه من الحركات العلمية في وادي النيل، والحق أن الأزهر كان له شأن عظيم جدا في المحافظة على التراث الثقافي الإسلامي، وفي إعلاء مكانة مصر بين الأمم الإسلامية.
ومن الطقوس الدينية التي كان لمصر صلة وثيقة بها إرسال المحمل إلى الحجاز، فقد قيل أن شجرة الدر هي التي ابتدعت هذه السنة، وجاء في بعض المصادر القديمة أنها ترجع إلى عصر الحجاج عامل بني أمية على العراق. ومهما يكن من الأمر فإن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس كان أول من أقام الحفلات والطقوس في هذه المناسبة، وتبعه في ذلك أمراء مصر حتى العصر الحديث. وكان الأمراء في مصر والشام والعراق واليمن يقصدون بإرسال المحمل إظهار استقلالهم وعظمتهم، وما يشملون به الأماكن المقدسة من رعاية. والمعروف أن الوهابيين حين فتحوا مكة منعوا إرسال المحمل، ولكن هزيمتهم على يد محمد علي أعادت إلى المحمل المصري مكانته. ولما أصبح ابن السعود ملكا على الحجاز لم يسمح بدخول جند مصريين يحرسون المحمل أو موسيقى تتقدم موكبه، وكان هذا الموقف سببا في منع المحمل من السفر إلى أن نجحت مصر والحجاز في السنين الأخيرة في عقد اتفاق بهذا الشأن.
Halaman tidak diketahui