وهناك أرواح الشهداء رجال الصاعقة الخمسة عشر الذين استشهدوا فداء لمصر في ساحة الدفاع عنها ضد الطغيان والإرهاب الأسود وضد الغدر الخسيس.
تحتفل مصر في شهر مارس من كل عام بعيد شهدائها، في نفس اليوم الذي استشهد فيه الفريق أول «عبد المنعم رياض»، فاعتبر هذا اليوم عيدا لتخليد ذكرى جميع شهداء مصر.
للشهداء نصب تذكاري ضخم، هو نصب الجندي المجهول .. أقامته مصر حديثا لتخليد ذكرى أبنائها الشهداء العظماء.
تخلد مصر شهداءها بإطلاق أسمائهم على شوارعها .. وقلما يخلو حي واحد من أحياء مصر من عدة شوارع تحمل أسماء بعض شهدائه الخالدين .. وللطلبة الشهداء نصب تذكاري في حرم الجامعة، يرمز إلى كل من سقط دفاعا عن مصر في معركتها ضد الإنجليز الغاصبين المحتلين.
مات هؤلاء الطلبة عزلا من السلاح وهم يواجهون رصاص الإنجليز في شوارع القاهرة بجسارة يعجز عنها الوصف وفوق التصور والخيال .. آثر هؤلاء الشبان الذين كانوا في عمر الزهور؛ آثروا ظلمة القبر عن الحياة والنور في وضع من الأمور تجعل الدماء في العروق تثور وتفور!
ولعل «حي عابدين» يشمخ برأسه عاليا بعد أن استشهد أحد أبنائه وهو الشهيد المعروف «أحمد عبد العزيز» أحد أبطال حرب عام 1948م، حرب الأسلحة الفاسدة التي استخدمها المصريون ضد أنفسهم وهم لا يعلمون .. فماتوا شهداء للخديعة الوضيعة في عهد عرف بالظلم والطغيان ...
تكرم مصر اليوم اللواء مهندس «أحمد حمدي»، أحد عمالقة وحدات الكباري بسلاح المهندسين في حرب أكتوبر سنة 1973م، الذي استشهد في الساعات الأولى من حرب رمضان المقدسة .. تكرمه مصر اليوم بإطلاق اسمه الكريم على النفق الذي يقام الآن في «سيناء»، في الموضع الذي استشهد فيه.
مصر بدر البدور
كلنا نحب البدر وهو يتلألأ في الفضاء يملأ الدنيا بأشعته الفضية، يمشي الهوينى متهاديا متدللا .. ومهما يصغر البدر فيبدو هلالا أو تربيعا أو أحدب أو اختفى في المحاق كما عودنا أن يختفي، فالبدر بدر محبوب مرغوب، يفتقد في الليلة الظلماء ويبدو جميلا إذا بدا فيمتع الناظرين.
ومصر هي البدر في علاه .. في خيلائه .. في مرتقاه عبر سمائه .. مصر متألقة كالبدر أضواؤها قوية شاملة تضم الأجواء والأرجاء، والأموات والأحياء .. مصر في استدارتها صورة مصغرة للأرض المستديرة .. ف «مصر» الأرض هي مصدر البدر .. مصدر الإشعاع والإلهام والتوجيه والتعليم .. والحصاد والفكر والاجتهاد.
Halaman tidak diketahui