Mishkalat Al Thaqafa

Malek Bennabi d. 1393 AH
82

Mishkalat Al Thaqafa

مشكلة الثقافة

Penyiasat

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

١٤٢٠هـ = ٢٠٠٠م ط٤

Lokasi Penerbit

دمشق سورية

Genre-genre

والمسلم يتصرف في أربع وعشرين ساعة كل يوم، فكيف يتصرف فيها؟. وقد يكون له نصيب من العلم أو حظ من المال، فكيف ينفق ماله ويستغل علمه؟ وإذا أراد أن يتعلم علمًا أو حرفة، فكيف يستخدم إمكانياته في سبيل الوصول إلى ذلك العلم أو تلك الحرفة؟. إننا نرى في حياتنا اليومية جانبًا كبيرًا من (اللافاعلية) في أعمالنا، إذ يذهب جزء كبير منها في العبث وفي المحاولات الهازلة. وإذا ما أردنا حصرًا لهذه القضية فإننا نرى سببها الأصيل في افتقادنا الضابط الذي يربط بين الأشياء ووسائلها وبين الأشياء وأهدافها، فسياستنا تجهل وسائلها، وثقافتنا لا تعرف مثلها العليا وفكرتنا لا تعرف التحقيق، وإن ذلك كله ليتكرر في كل عمل نعمله وفي كل خطوة نخطوها. ولقد يقال: إن المجتمع الإسلامي يعيش طبقًا لمبادئ القرآن، ومع ذلك فمن الأصوب أن نقول: إنه يتكلم تبعًا لمبادئ القرآن لعدم وجود المنطق العملي في سلوكه الإسلامي. ونظرة إلى واقعنا لنرى الرجل الأوروبي والرجل المسلم: أيهما ذو نشاط وعزم وحركة دائبة؟. ليس هو الرجل المسلم بكل أسف، وهو الذي يأمره القرآن- كما يعرف ذلك تمامًا- بقوله تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ [لقمان ٣١/ ١٩]، وقوله: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾ [لقمان ٣١/ ١٨]. ألم نقل: إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ولكن منطق العمل والحركة، وهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلامًا مجردًا، بل إنه أكثر من ذلك

1 / 87