أجلستني في المدخل ومضت إلى الداخل. جعلت أنظر إلى الصور كمقدمة لمعرفة أصحابها. من هذا الضابط الإنجليزي؟ ومن الحسناء المتكئة على ظهر الكرسي؟ جميلة ومثيرة. ولكنها قديمة، موضة الفستان تقطع بأنها كانت معاصرة للعذراء.
وجاءت عجوز مضيئة مذهبة. صاحبة البنسيون بلا ريب. الطراز الكامل لقوادة إفرنجية متقاعدة. أو غير متقاعدة كما أرجو. وتلك صورتها قبل أن يخربها الزمن. ها هي الأمور تتضح. لقد ترجم محمد كامل شكواي من الضجر بلغته الخاصة. وخيرا فعل. وكلما توفر الترفيه تهيأ الجو للتفكير في المشروعات الجديدة. - حجرة خالية يا مدام. - كنت تقيم في سيسل؟
بهرها ذلك بلا شك. تمنيت أن ترجع إلى الوراء أربعين عاما. وأجبت بالإيجاب، فسألت: كم يوما؟ - على الأقل شهر، وقد يمتد عاما. - إلا أشهر الصيف فلا بد من اتفاق خاص. - ليكن ... - طالب؟ - من الأعيان.
جاءت بالسجل وهي تسألني عن اسمي، فقلت: حسني علام.
غير مثقف وذو مائة فدان على كف عفريت، وسعيد الحظ لأنه لم يعرف الحب الذي يتغنى به المطربون. •••
حجرة مقبولة بنفسجية الجدران. ها هو البحر يترامى في زرقة صافية حتى الأفق. ونسائم الخريف تلاعب الستائر، وفي السماء قطعان مبعثرة من السحائب. التفت نحو الفلاحة وهي تفرش السرير بالملاءات والأغطية . جسمها قوي رشيق مفصل المحاسن، وإن صدق ظني فهي لم تحبل، ولم تجهض بعد. على أي حال، من المستحسن أن أتأنى حتى أحيط بأسرار المكان. - اسمك يا حلوة؟
أجابت بوجه جاد: زهرة. - عاش من سمى.
شكرتني برأسها وبلا ابتسامة. - يوجد في البنسيون نزلاء آخرون؟ - رجلان وشاب مثل حضرتك. - وأي اسم أختار لك للدلاعة؟
أجابت بأدب ودون تشجيع: اسمي زهرة.
جادة أكثر مما يليق. سوف تكون زينة أي شقة أستأجرها في المستقبل. وهي أجمل من قريبتي الحمقاء التي قررت أن تختار عريسها على ضوء الميثاق.
Halaman tidak diketahui