207
وكما في الحديث الصحيح: «وأدخل على ربي في داره»، أضافها إليه إضافة تشريف لها. وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد، قاله ابن كثير. وقال غيره: قد جرت عادة الناس أنهم إذا وصفوا شيئا بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح، فلما كان عيسى لم يتكون عن نطفة الأب، وإنما تكون عن نفخة جبرئيل، لا جرم وصف بأنه روح. وقيل: صف بأنه روح؛ لأنه كان سببا لإحياء الخلق في أديانهم، ومن كان كذلك وصف بأنه روح، كما قال -تعالى- في صفة القرآن: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ . وقيل: روح منه، أي: رحمة منه، كما قيل في تفسير قوله -تعالى-: ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾، أي: رحمة منه، وفي الحديث عن النبي ﷺ: «إنما أنا رحمة مهداة» . فلما كان عيسى ﵇ رحمة من الله على الخلق من حيث إنه كان يرشدهم إلى مصالحهم في دينهم ودنياهم لا جرم سماه روحا منه.

1 / 348