وأما فغالب الأمر قد بدا الدين أن يجعل ليس في طهارة النفس بل في ظاهر السنن، كما صار في اليهودية وفي حفظ الأشياء التي مقصودها تهذيب الأبدان أكثر من صلاح الأنفس بها، وفي السعي في إثبات الدعاوى التي اختاروها.
والذي آل الأمر إليه أنه قد وجد في جميع البلاد عدة من المسيحيين اسما، وأقل من القليل حقا وفعلا...." إلى آخر كلامه الآتي.
ونقول - وبالله التوفيق -:
حقيقة ما ذكره هو الاعتراف بتبديل النصارى دين المسيح ﵇، وتغييرهم له، وتفريقهم فيه في تلك الأزمان القريبة من زمن المسيح ﵇، فهو من الحجج على صحة نبوة محمد ﷺ، لأنها قد مضت سنة الله في خلقه ببعثة الرسل عند خفاء الحق وظهور الضلال إعذارا وإنذارا: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ .
1 / 146