وأما نسخ القرآن بالسنة؛ فقد قال به: أكثر أصحابنا، واحتجوا بأن الله تعالي: فرض علينا سبع عشرة ركعة في كل يوم وليلة، ثم إن( (1) ) النبي(صلي الله عليه وسلم) سن على المسافر بعض ذلك دون جميعه.
فإن احتج محتج أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن، وأن( (2) ) نسخ فرض الصلاة للمقيم - بقول الله جل ذكره: " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " الآية؛ إنما أوجب القصر في حال الأمن دون الخوف، وقد أجمع المسلمون أن النبي (صلي الله عليه وسلم) يقصر الصلاة في حال الأمن دون الخوف، وهذا يدل على أن الآية ليست بناسخة.
وأما من زعم أن السنة تنسخ القرآن، والقرآن لا ينسخ السنة - فالحجة عليه: أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لم يزل يصلي إلى بيت المسجد بغير قرآن نزل، فنسخ الله ذلك بالقرآن، وحول القبلة إلى الكعبة.
Halaman 205