87

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

لنا أن الجسم لا يحصل إلا في محاذاة بالضرورة في ما يشاهده ويجامع التحيز في ما غاب عنا، ولسنا نعني بالكون أكثر من حصوله في الجهة ،ولكن التسمية بغير عليه فيسمى سكونا إن لبث به الجسم أكثر من وقت واحد /59/ وحركه إذا انتقل به(1) واجتماعا إذا وجد مع الجوهر غيره، وكان بالقرب منه وافتراقا إذا كان ذلك الغير بالبعد منه، ويسمى مطلقا، وهو ضربان: مطلق بالنسبة إلى الحركة والسكون، وهو حاصل حال الحدوث، فإنه من جنسهما، وليس يسمى حركة ولا سكونا، وسواء وجد اجتماع أو افتراق أم لا وجد اجتماع أو افتراق أم لا. ومطلق بالنسبة إلى الاجتماع والافتراق، وهو الحاصل في الجوهر الفرد، إذا لم يوجد غيره، فإنه يكون من جنس الاجتماع والافتراق، ولا يسمى اجتماعا ولا افتراقا، وسواء حصل حال الحدوث أو حال البداء فإنه مطلق حتى يوصل جوهر آخر، وحينئذ يسمى اجتماعا إن وجد ذلك الآخر بالقرب، وافتراقا إن وجد بالبعد، دليل لو جاز خلوه عن الأكوان في ما مضى من الزمان لجاز الآن؛ لأنه لم يتغير عليه إلا مرور الزمان، وذلك لا يؤثر في ما يجب للجسم أو يجوز أو يستحيل، وجواز خلوه عنها الآن مستحيل، فإن العقلاء يكذبون من أخبر بوجود جسم ليس بمحترك ولا ساكن، أو جسمين لا مجتمعين ولا مفترقين.

دليل: قال أبو الهذيل لعبض أهل الهيولا إذا كانت الأجسام خالية من قبل عن الأعراض فأي الأعراض سبق إليها، هل الحركة، فكيف يحترك ما لم يكن ساكنا أو السكون، فكيف يسكن ما لم يكن محتركا، (فكيف زائد يحترك ما لم يكن ساكنا، أو السكون، فكيف يسكن ما لم يكن محتركا)، وقال له فإنها السابق إليه عندكم، قال: الكون المطلق، وهو إنما يتأتى مع الإقرار بالحدوث.

Halaman 90