329

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

ومثل هذا قوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين} وأورده تعالى تقريعا للقائل بهذه المقالة.

ومنها قوله تعالى: {أتهلكنا بما فعل السفهاء منا}.

والجواب: أن الظاهر متروك؛ لأنه لو تيقن موسى أن الله يفعل ذلك لما كان للإستخبار معنى، فدل على أنه غير متيقن لما يدعى المخالف بيقينه والاستفهام عندنا استهفام استنكار وتبعيد، كأنه قال: لست تهلكنا بما فعل السفهاء منا كما قال تعالى: {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} أي لسنا نطعم، وقوله: {أنؤمن لبشرين مثلنا} ونحوه.

ومنها قوله تعالى: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} فبين أنه يعذب الجلود التي لم تعص.

والجواب: أن المعذب هو الجملة التي عصت لأنفس الجلد والجلود بمنزلة ما نزيده فيهم من تعظيم الخلقة وتشويهها والمعذب هو الجملة لا هذه الزوائد.

وقيل: إن المراد بالتبديل إعادة الجلود، وسمى الإعادة تبديلا كما قال تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنيتن} ولم يرد أنه بدل أصلهما وإنما المراد أنه أعاد من جناتهم التي كانت قبل خراب السد هاتين الجنتين.

ومنها قوله: {يا نساء النبي} إلى قوله: {يضاعف لها العذاب ضعفين}.

والجواب: يقال: ومن أين لكم أنهن لا يستحققن ضعفي ما يستحق غيرهن وجائز اختلاف الحدود باختلاف المصالح واختلاف العذاب باختلاف أحوال العصاة، ولهذا كان حد الحر ضعف حد العيد، ولا يمتنع أن تكون المفسدة في إتيانهن الفاحشة أعظم من غيرهن، ولئن خيانة النبي ليس كخيانة غيره، ولهذا قال تعالى لنبيه /221/: {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} أي وضعف عذاب الحياة.

تنبيه

اعلم أن الظاهر أن الخصوم يستدلون بهذه الشبهة على وقوع التعذيب من غير ذنب، وليس ذلك مذهبهم وإنما مذهبهم الجواز ويوافقون في أنه لا يقع فإذا لا شبهة لهم.

فصل

قطع أهل الحشو على أن أطفال المشركين يعذبون بذنوب آبائهم، والكلام عليهم ما تقدم.

Halaman 335