============================================================
والوابعة : أن في كثرة الأكل قلة العبادة؛ لأنه إذا أكثر الإنسان الأكل .. ثقل بدنه، وغلبته عيناه، وفترت أعضاؤه؛ فلا يجيء منه شيء - وإن اجتهد إلأ النوم كالجيفة الملقاة ، ولقد قيل : إذا كنت بطنا . . فعد نفسك زمنا.
ولقد ذكر عن يحيى عليه الصلاة والسلام : أن إبليس بدا له وعليه معالية(1)، فقال له يحيى : ما هلذه ؟ فقال : هلذه الشهوات التي أصيد بها بني آدم ، قال : هل تجد لي فيها شيئا ؟ قال : لا ، إلأ أنك شبعت ذات ليلة فثقلناك عن الصلاة ، فقال يحيى عليه الصلاة والسلام : لا جرم أني لا أشبع بعدها أبدا ، فقال إبليس : لا جرم أني لا أنصح بعدها أحدا أبدا : فهذه فيمن لم يشبع في عمره إلأ ليلة واحدة، فكيف بمن لا يجوع في عمره ليلة واحدة ثم يطمع في العبادة ؟1 وقال سفيان رحمه الله : العبادة حرفة، وحانوتها الخلوة، وآلثها المجاعة والخامسة : أن في كثرة الأكل فقد حلاوة العبادة ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : (ما شبعت منذ أسلمت؛ لأجد حلاوة عبادة ربآي، وما روية منذ أسلمت ؛ اشتياقا إلى لقاء ربي) وهذذه صفات المكاشفين ، وكان أبو بكر رضي الله عنه مكاشفا، وإليه أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم أو صلاة، وإنما هو بشيء وقرفي صدره "(2).
وقال الداراني : ( أحلى ما تكون العبادة إذا التزق بطني بظهري)(3) .
والشادسة : أن فيه خطر الوقوع في الشبهة والحرام ؛ لأن الحلال لا يأتيك
Halaman 131