============================================================
الخلق ونحوها ، فيقسو القلب من ذلك، وإنما رقة القلب وصفوته بذكر الموت والقبر ، والثواب والعقاب وأحوال الآخرة ، وإذا لم يكن شيء من ذلك.. فمن أين يكون لقلبك رقة وصفوة ؟! قال الله تعالى : { فطال عليهم الأمد فقست قلوثهم) فاذن إنك إذا طؤلت أملك.. قلث طاعتك، وتأخرث توبتك، وكثرت معصيتك، واشتد حرصك، وقسا قلبك، وعظمت غفلتآك عن العاقبة، فذهبت - والعياذ بالله إن لم يرحم اللهآ - آخرتك، فأيي حال أسوأ من هلذه ؟! وأيي آفة أعظم من هلذه ؟! وكل هلذا بسبب طول الأمل: وأما إن قصرت أملك، وقربت من نفسك موتك، وتذكرت حال أقرانك واخوانك الذين غافصهم الموث في وقت لم يحتسبوه(1)، ولعل حالك مثل حالهم.. قلت لنفسك : احذري يا نفسي الغرور، واذكري ما قال عون بن عبد الله رحمه اللهآ: (كم من مستقبل يومأ لم يستكمله، ومنتظر غدا لم يدركه، ولو رأيتم الأجل ومسيره. لأبغضتم الأمل وغروره)(2).
أما سمعت قول عيسى ابن مريم عليه السلام : الذنيا ثلاثة أيام : أمسي مضى ما بيدك منه شيء ، وغد لا تدري أتدركه أم لا؟ ويوم أنت فيه فاغتنيه .
ثم قول أبي ذر رضي الله عنه : (الذنيا ثلاث ساعات : ساعة مضت ، وساعة أنت فيها، وساعة لا تدري أتدركها أم لا؟) فلست تملك بالحقيقة إلا ساعة واحدة؛ إذ الموث من ساعة إلى ساعة ثم قول شيخنا رحمه الله : الذنيا ثلاثة أنفاس: نفس مضى، عملت فيه ما عملت ، ونفسي أنت فيه ، ونفس لا تدري أتدركه أم لا؟ إذ كم من متنفس نفسا ففاجأه الموث قبل النفس الآخر ، فلست تملك إلأ نفسا واحدا بالحقيقة ، لا يوما ولا ساعة ، فبادر في هذذا النفس الواحد إلى الطاعة قبل أن يفوت ، وإلى
Halaman 118