============================================================
والقلب، والبطن، فيحرص عليها بالصيانة لها عن كل ما يخاف منه ضررا في أمر الدين؛ من معصية وحرام، وفضول وإسراف من حلال.
فإذا حصل صيانة هذه الأعضاء.. فمرجؤ أن يكفى سائر أركانه، ويكون قد قام بالتقوى الجامعة بجميع بدنه لله عز وجل، فدعت الحاجة إلى بيان خمسة فصول لهذذه الأعضاء، وتفصيل ما يحرم في حق كل واحد منها، على قدر ما يليق بهذذا الكتاب.
الفصل الأول : العين.
ثم عليك - وفقك الله وإيانا - بحفظ العين؛ فإنها سبب كل فتنة وآفة، وأذكر في أمرها ثلاثة أصول كافية.
أحذها : ما قال سبحانه : قل للمومنيب يغضوا من أبص رهم ويخفظوأ فررجهة ذالك أزكن لهم إن الله خبير بمايصنعون} وأعلم : أني تأملت هلذه الآية فوجدت فيها مع قصرها ثلاثة معان عزيزة : تأديث، وتنبيه، وتهديد.
فأما التأديب : فقوله تعالى : { قل للمؤمني يغضوا من ابصرهم}، ولا بد للعبد من أمتثال أمر السيد، والتأدب بأدبه ، وإلا.. فيكون سيء الأدب ، فيحجب فلا يؤذن له في حضور المجلس والمثول بالحضرة، فافهم هذذه النكتة، وتأمل ما تحتها؛ فإن فيها ما فيها.
وأما التنبيهآ : فقوله تعالى : ذالك أزكي لهم}، وينطلق على معنيين والله أعلم: الأؤل : أن ذلك أطهر لقلوبهم ، والزكاة الطهارة، والتزكية التطهير .
والثاني : ذلك أنمى لخيرهم وأكثر ، والزكاة في الأصل النمؤ ، فنبة على أن في غض البصر تطهير القلب، وتكثير الطاعة والخير ، وذلك أنك إن لم تغض بصرك، وأرخيت عنانه تنظر إلى ما لا يعنيك.. فلا يخلو من أن تقع عينك على 15
Halaman 105