211

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

ويتعب سبعين سنة، وآخر يتفكر ساعة واحدة، فيكون فكره ساعة أفضل من سبعين سنة وخيرا؟ أليس من الغبن العظيم أنك متمكن من ساعة خير من سبعين سنة وتترك ذلك من غير حاجة ؟1 بلى والله إنه لأعظم الغبن ، وإن إغفاله لأشد خسرانا، وإن الخصلة التي لها هلذه القيمة والخطر يجب أن تحذر وتجتنب، ل ولمثل هلذا المعنى إنما وقع نظر أولي الأبصار من العباد في مثل هلذه الدقائق ، وأهتئوا لمثل هلذه الأسرار بمعرفتها أولا ، ثم رعايتها والتحفظ عنها ثانيا، ولم تغنهم كثرة الأعمال بالظاهر، وقالوا : الشأن في الصفوة لا في الكثرة ، وقالوا : جوهرة واحدة خير من ألف خرزة: وأما الذين قل علمهم، وكل في هذذا الباب نظرهم ، فجهلوا المعاني، وأغفلوا ما في القلوب من العيوب، وأشتغلوا بإتعاب النفوس في الوكوع والشجود، والإمساك عن الطعام والشراب ونحوه. . فغرهم العدذ والكثرة، ولم ينظروا ما فيها من المخ والصفوة ، وما يغني عدد الجوز ولا لب فيها ؟!

وما ينفع رفع الشقوف ولم تحكم مبانيها ؟! وما يعقل هلذه الحقائق إلا العالمون

بالله المكاشفون ، والله تعالى ولي الهداية والتوفيق بفضله.

وأما عظم الخطر : فمن وجوه : -أحذها : أن المعبود ملك لا نهاية لجلاله وعظمته .

-وله عليك نعم لا تعد ولا تحصى: ولك بدن معيوت بعيوب خفية، مؤوف بآفات كثيرة - وأمور مخوفة إن وقع زلل مع تسارع النفس إليه ، فتحتاج أن تستخرج عملا صالحا صافيا سالما من بدن معيوب، ونفس ميالة إلى الشر، أمارة بالشوء ، على وجه يصلح لرب العالمين في جلاله وعظمته ، وكثرة أياديه ومنته ، ويقع منه موقع ألوضا والقبول، وإلا.. فيفوتك الربح العظيم الذي لا تسمع النفس بفوته ، بل ربما يصييك فيه مصيبةآ لا طاقة لك بها، وهذا وآلله شأن عظيم ، وخطب جسيم.

245

Halaman 245