208

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

وبلادها، من أصناف المستقيمين والصديقين، والخائفين والمشتاقين، والمجتهدين والمتضرعين، وكم حضرث في هلذه الشاعة بباب الله سبحانه من عبادة صافية، وخدمة خالصة، عن أنفس خاشعة، وألسن طاهرة، وعيون باكية، وقلوب عامرة، وصدور نقية، وأركان تقية، وصلاتك إن كنت بذلت المجهود في تحسينها وإحكامها واخلاصها.. فلا تكاذ تصلح بحضرة هذا الملك العظيم ، ولا تتبين في جنب تلك العبادات التي تعرض هنالك، كيف وقد كانت منك عن قلب غافل مختلط بأنواع العيوب ، وبدن نجسي بأقذار الذنوب ، لولسان متلطخ بأنواع المعصية والفضول ؟! فكيف يصلح هلذا أن يحمل إلى تلك د الحضرة ؟! وكيف يستأهل أن يهدى إلى رب العزة ؟!

قال شيخنا رحمه الله : أنظر أيها الغافل، هل وجهت قط صلاة من صلواتك إلى السماء كمائدة بعثتها إلى بيوت الأغنياء ؟

وكان أبو بكر الوراق يقول : ما فرغت قط من صلاة إلأ استحييت منها حين فرغت منها أشد حياء من أمرأة فرغت من الزنا : ثم إن الرب الكريم سبحانه بمحض كرمه وفضله عظم قدر هاتين الركعتين، ووعد عليهما من جزيل الثواب ما وعد، وأنت عبده وفي جرايته، وعملت ما عملت بتوفيقه وتيسيره، ثم مع ذلك تعجب بذلك وتنسى منة الله عليك، هذا والله أعجب العجب ، لا يكاد يصدر مثله إلأ عن جاهل لا فكر له، وغافل لا ذهن له، وقلب ميت خاو لا خير فيه، فهلذه هذه، نسال الله حسن الكفاية بمنه وفضله فشتا (افي بيان دقة عقبة القوادح، وشدة غبنها، وعظيم خطرها] ثم أقول بعد هلذه الجملة : تيقظ من رقدتك أيها الرجل في هلذه العقية ، وإلا .. كنت من الخاسرين؛ فإن هذذه العقبة أشد وأشق وأمر وأضر عقبة 242

Halaman 242