195

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

والمقصود من نقل مذاهب الناس في هلذه الدقائق : علمنا الآن بقلة العاملين، وقلة الرغبة في سلوك هذه الطريق، والتقريب على المبتدىء في العبادة، فإن لم يجذ لعلته دواء في هذا القول. . وجده في الآخر؛ لاختلاف الأعراض وعلل الأعمال وآفاتها ، فافهم راشدا إن شاء الله تعالى.

فإن قلت : أكل عملي يحتاج إلىل إخلاص مفرد ؟

فاعلم : أنه قد اختلف في ذلك : فقيل : إنه يجب لكل عمل إخلاص مفرد .

وقيل : يجوز تناول الإخلاص لجملة من العبادات ، فالعمل ذو الأركان كالصلاة والوضوء يكفيهما إخلاص واحد؛ لأن بعضها متعلق ببعض صلاحا وفسادا، فصارت كشيء واحد فإن قلت : إن أراد بعمله الخير نفعا من الله تعالى ولا يريد من الناس شيئا من مدحة أو سمعة أو منفعة . . أيكون ذلك رياء؟

فاعلم : أن ذلك محض الرياء.

قال علماؤنا رحمهم الله : الاعتبار في الرياء بالمراد ، لا بالذي تريد منه، فإن كان مرادك من عمل الخير نفعا دنيويا. . فإنه رياء ، سواء أردته من الله أو من الناس ، قال الله تعالى : { من كاب يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثهه ومن كات يريد حرث الدنيانؤتهء منها وماله فى الآخرة من نصيب) وليس الاعتبار بلفظة الرياء واشتقاقها من معنى الرؤية، وإنما سميث هذذه الإرادة الفاسدة بهلذا الاسم ؛ لأنها أكثر ما تقع وتكون من قبل الناس ورؤيتهم ، فافهم فإن قلت : إذا كان القصد في الدنيا التي يريدها من الله التعفف عن الناس ، والعدة على عبادة الله تعالى. . أيكون ذلك رياء ؟

فاعلم : أن التعفف ليس في كثرة المال والجاه ، وإنما هو في القناعة والثقة بكفاية الله تعالى.

229

Halaman 229