165

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو أني وعيسى أوخذنا بما كسبت هاتان..

لعذبنا عذابا لم يعدبه أحد" وأشار بإصبعيه(1) .

وعن الحسن أنه كان يقول : ما يأمن أحدنا أن يكون قد أصاب ذنبا فطبق باب المغفرة دونه ، فهو يعمل في غير معملي: وعن ابن السماك فيما يعاتب نفسه : (تقولين قول الزاهدين ، وتعملين عمل المنافقين ، وفي الجنة تطمعين ، هيهات هيهات ! إن للجنة قوما آخرين، ولهم أعمال غير ما تعملين)(2).

فهلذه وأمثالها مما يلزم العبد تذكيرها للنفس وتكريرها عليها؛ لئلا تعجب بطاعة، أو تقع في معصية، وبالله التوفيق.

وأما الرجاء : فإنما يلزمك أستشعاره لأمرين : أحذهما : للبعث على الطاعات، وذلك أن الخير ثقيل، والشيطان عنه زاجر، والهوى إلى ضده داع ، وحال أهل الغفلة من عامة الخلق في النفس منطبع مشاهد ، والثواب الذي يطلب بالطاعات عن العين غائث ، وأمد الوصول إليه فيما يحسبه بعيد، وإذا كان الحال على هلذه الحالة.. فلا تنبعث النفس للخير، ولا ترغب فيه حقه، ولا تهتز له إلأ بأمر يقابل كل هذه الموانع ويساويها، بل يزيذ عليها، وذلك الأمر هو الرجاء القوي في رحمة الله تعالى) والترغيب البالغ في حسن ثوابه وكريم أجره ، ولقد قال شيخنا رحمه الله : الحزن يمنع من الطعام ، والخوف يمنع من الذنوب ، والرجاء يقوي على الطاعات ، وذكر الموت يزهذ في الفضول.

والثاني : ليهؤن عليك أحتمال الشدائد والمشقات.

وأعلم : أن من عرف ما يطلب. . هان عليه ما يبذل ، ومن طاب له شيءآ

Halaman 199