161

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

البصير بحاجتك حالا فحالا، ساعة فساعة.. اتكلت على ضمانه الحق، ووعده الصدق، وسكن قلبك بذلك، وأضربت عن ذكر العلائق والأسباب، وتعلق قلبك بها ؛ إذ العلائق لا تغنيك ولا تكفيك دون الله عز وجل ؛ فإنه تعالى ييسر أكلها وشربها، ثم هو الذي يمرئها ويهئها، ثم هو الذي يلحقك قوتها ونفعها، ويدفع عنك ثقلها وضرها ، وهو تعالى يغنيك ويكفيك دونها إذا شاء، فالأمر كله اليه وحده لا شريك له، فتوكل عليه لا غير .

وكذلك تترك التدبير في أمورك على من يدبو السماء والأرض، وتريخ نفسك عن كل شيء لا يبلغه علمك وبصرك من أمر يكون غدا أو لا يكون ، وأنه كيف يكون، وتكف عن لعل ولو؛ إذ ليس فيه إلأ شغل القلب ، وتضييع الوقت، ولعله تكون أمور لم تخطر ببالك، فيكون ما سبق من فكرك وتدبيرك، وتضييعك الوقت العزيز فيه لغوا بلا فائدة، بل خسرانا تندم عليه، وتغبن فيه ؛ لمكان شغل القلب ، وتضييع العمر في ذلك ، وفي هلذا المعنى لبعض الزهاد (من الكامل] رضي الله عنهم : سبقت مقادير الإله وحكمه فأرح فؤادك من لعل ومن لو ([من الكامل] وقال آخر: سيكون ما هو كائن في وقته وأخو الجهالة متعث محزون فلعل ما تخشاه ليس بكائن ولعل ما ترجوه ليس يكون(1) وتقول لنفسك في الجملة : يا نفس؛ لن يصيبنا إلأ ما كتب الله لنا، هو مولانا، وهو حسبنا ونعم الوكيل ؛ إذ هو قدير لا نهاية لقدرته، حكيم لا نهاية لحكمته ، رحيم لا نهاية لرحمته ، ومن كان بهلذه الصفة. . فحقيق أن يتوكل عليه، ويفوض الأمر كله إليه، فعليك بالتفويض: وكذلك توطن قلبك على أن ما يقضي الله لك فهو الأوفق والأصلح ، وأن

Halaman 195