149

Minhajul Abidin

منهاج العابدين

Genre-genre

============================================================

هلذا مسجد بعيد عن الناس ، لو صرت إلى مسجد بين الناس. . لرآك أهله وقاموا بكفايتك ، فقلث : لا أبيت إلأ ههنا ، وعلي عهد الله ألأ آكل شيئا إلا الحلواء ، ولا آكل حتى توضع في فمي لقمة لقمة ، وصليت العتمة وأغلقت الباب، فلما مضى صدر من الليل.. إذا أنا بإنسان يدق الباب ومعه سراج، فلما أكثر الدق.: فتحث الباب؛ فإذا أنا بعجوز معها شاث وقد دخلت فوضعت بين يدي طبقأ من الخبيص، وقالت: هذا الشات ولدي، صنعث له هذا الخبيص، وجرى بيننا كلام، فحلف الأ يأكل حتى يأكل معه رجل غريب ، - أو قالث : هلذا الغريب الذي في المسجد - فكل رحمك الله، وأخذت تضع في فمي لقمة وفي فم ولدها لقمة حتى اكتفينا، ثم انصرفا وأغلقت الباب علي متعجبا معا جرى !1 فهاذه وأمثالها من مجاهدات الصالحين ومناقضاتهم للشيطان ، فإن لك في ذلك فوائد ثلاثة: إحداها : أن تعلم أن الرزق لا يفوت من قدر له بحال .

والثانية : أن تعلم أن أمر الرزق والتوكل لمهم جدا ، وأن للشيطان فيه غوائل ال ووساوس عظيمة، حتى إن مثل أولئك الأئمة الزقاد لم يتخلصوا من ذلك، ولم ييأس منهم الشيطان بعد طول تلك الرياضات وكثرة تلك المجاهدات التي سبقت لهم حتى يحتاجوا إلى دفعه بهذه المناقضات ، ولعمري؛ إن من جاهد النفس والشيطان سبعين سنة لا يأمن أن يوسوسا له كما يوسوسان للمبتدىء في العبادة، بل لغافل لم يجتهذ ساعة في الرياضة، ولو ظفرا به.. لفضحاه وأهلكاه هلاك الغافلين المغترين ، وفي ذلك عبرة لأولي الأبصار.

والثالثة : أن تعلم أن الأمر لا يتم إلا بالجد المحض والمجاهدة البالغة ؛ فإنهم كانوا لحما ودما وبدنا وروحا مثلك، بل كانوا أنحف أبدانا، وأضعف أركانا، وأدق عظاما منك ، وللكن كانث لهم قوة العلم ، ونور اليقين ، وهمة أمر الدين، حتى قووا على مثل تلك المجاهدات ، والقيام بحق تلك المقامات ، فانظر لنفسك رحمنا الله وإياك، وداوها من هذذا الداء المعضل لعلك تفلح إن شاء الله تعالى: 183

Halaman 183