============================================================
هذا هو الصحيح عند علمائنا رضي الله عنهم، خلاف ما ذهب إليه بعض أصحاب حاتم وشقيق، قالوا: إن الرزق لا يزيد ولا ينقص بفعل العبد، للكن المال يزيد وينقص، وهلذا فاسد ؛ لأن الدليل في الموضعين واحد، وهو الكتابة والقسمة ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولاتفرخوابمآءاتككم}، ولو كان بالطلب يزيد ، وبالترك ينقص.. لكان للأسى والفرح موضع إذا هو قصر وتوانى حتى فاته ، وجد وشمآر حتى حصله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل : "هاك، لو لم تأتها..
لأتتك"(1) وقال عليه الصلاة والسلام : " لو ند أحذكم من رزقه. . لأدركه كما يدركه الموت "(2) فإن قيل : فالثواب والعقاب أيضا مكتوث في اللوح المحفوظ ، ثم يلزمنا طلب الثواب، وترك موجب العقاب، فهل يزيد بالطلب، أو ينقص بالترك ؟
فاعلم : أن طلب الثواب إنما وجب لأن الله تعالى أمر به أمرا حتما، وأوعد على تركه ، ولم يضمن الثواب على غير فعل منا ، وزيادة الثواب والعقاب بفعل العبد، فالفرق بينهما في نكتة ، وهي ما قاله بعض علمائنا رضي الله عنهم : إن المكتوب في اللوح المحفوظ قسمان : قسم هو مكتوت مطلقا من غير شرط وتعليق بفعل العبد، وهو الأرزاق والآجال ، أما ترى كيف ذكرهما الله تعالى مطلقا غير مشروط ، قال الله تعالى : ( وما من دايتر فى الأرض إلا على الله رزقها) ، وقال تعالى : فإذا جماء أجلهم لا يستأخرود ساعة ولا يسلقد موب}
Halaman 164