Minhaj at-Talibin wa Balagh ar-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Genre-genre
هو الغني، يقال: أعطي من سعة أي: من غني، قال الله تعالي: " لينفق ذو سعة من سعته " أي : ذو غني من غناه، وقال: " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة " يعني: أولي الغني، وقال أبو عبيدة في قوله: " إن الله واسع عليم ": أي: أنه جواد يسع جميع السائلين.
وقيل: واسع أي: ذو سعة، ووسع، أي: ذو فضل، وقدرة، فالوسع: القدرة، والسعة: الفضل، وقيل: معني واسع: أي واسع الرحمة وواسع المغفرة، والرزق، وأجري على نفسه هذه الصفة من الرحمة، والمغفرة، وقيل: أوسع بفضله على خلقه؟ المعني أنه جواد لا يمنع من يسأل.
وقيل: إنه: يسع علمه كل شيء، فلا يخفي عليه شيء من أفعال العباد، ولا يغيب عليه منها شيء، وقيل واسع: لأنه وسع على عباده في دينه، ولو يضطرهم إلى ما يعجزون عن أدائه، وقيل: لأنه وسع على عباده، وجعل الاختيار إليهم فيما أرادوا أن يفعلوه، ولم يمنعهم بالجبر عن أفعالهم؛ و لكن بين لهم طريقي الثواب، والعقاب، فيجازيهم على ما يظهر منهم .
العليم:
يقال إن الله عليم، وعالم، وعلام: كله بمعني العلم، وفي الحديث القديسى: "إني عليم أحب كل عليم".
ويجوز أن يقال: هو فوق عباده بالعلم، والقدرة، كما قال جل وعلا: " وفوق كل ذي علم عليم " يعني نفسه عز وجل، وهو أيضا على التوسع، والمجاز.
وقال الشيخ أبو الحسن (رحمه الله): العلم صفة ذات، لم يزل الله عالما بما يكون، ومالا يكون، أن لو كان كيف يكون.
الغني:
هو الله تعالي غني عن جميع الأشياء؛ فلا يصير إليه منها نفع، ولا ضر، وهو الغني عنها.
ويجوز أن يسمي به الغني من الناس على المجاز، كما قال الله تعالي: " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ". فغني الخلق حادث مستفاد بعد أن كانوا غير أغنياء، وقد يزول بعد أن كان، والله تعالي غني لم يزل ولا يزول.
الحميد:
Halaman 284