ويتخذوا عباد الله خولا. فناداه الناس: أن سر بنا يا أمير المؤمنين حيث أحببت.
ثم إن الخوارج استعر (١) أمرهم، وبدؤا بسفك الدماء وأخذوا الأموال، وقتلوا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله ﷺ؛ وجدوه سائرا بامرأته على حمار فانتهروه وأفزعوه، ثم قالوا له: ما أنت؟ فأخبرهم.
قالوا: حدثنا عن أبيك الخباب حديثا سمعه عن رسول الله ﷺ تنفعنا به، فقال: حدثني أبي عن رسول الله ﷺ قال:" ستكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا " (٢) . قالوا: لهذا سألنك. فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا. فقالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته وفي آخرها. قال: إنه كان محقا في أولها وآخرها؟ قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال أقول: إنه أعلم بالله منكم، وأشد توقيا على
_________
(١) في الأصل "استقر" والمثبت من "منهاج التأسيس": ص٣٢.
(٢) رواه الطبري في "تاريخه": (٥/٨١) قال أبو مخنف عن عطاء بن عجلان عن حميد بن هلال.
وقد أخرج الإمام أحمد في "المسند": (٥/١١٠)، وأبو يعلى في "المسند": (١٣/١٧٦/١٧٧)، والطبراني في "الكبير": (٤/٦٨-٦٩) قصة قتل الخوارج لعبد الله بن خباب وفيها روايته لحديث "القاعد فيها _يعني الفتنة- خير من القائم، والقائم خير من الماشي ... " كلهم من طريق حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم ...
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (٧/٣٠٢/٣٠٣): ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
1 / 57