الموادعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ نزلت براءة إلى من أقر بالجزية.
فجاء علي وابن عباس يخاصمهم، فقال: إني نهيتك عن كلامهم حتى آتيك.
ثم تكلم _رضي الله عنه_ فقال: اللهم هذا مقام من يفلج فيه، كان أولى بالفلج يوم القيامة. وقال لهم: من زعيمكم؟ قالوا ابن الكواء.
فقال: فما أخرجكم علينا؟
قالوا: حكومتكم يوم صفين.
قال: أنشدكم الله! أتعلمون أنهم حين رفعوا المصاحف وملتم بجنبهم قلت لكم: إني أعلم بالقوم منكم، إنهم ليسوا بأصحاب دين؟ وذكرهم مقالته، ثم قال: وقد اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن ويميتا ما أمات القرآن، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالفه، إن أبينا فنحن من حكمهما براء.
قالوا: فخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء.
قال: إنا لسنا حكمنا الرجال، إنما حكمنا القرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين، وإنما يتكلم به الرجال.
قالوا: فخبرنا عن الأجل لما جعلته بينكم؟ قال: ليعلم الجاهل، ويثبت العالم، ولعل الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأمة، فادخلوا مصركم رحمكم الله. فدخلوا من عند آخرهم.
فلما جاء الأجل وأراد علي أن يبعث أبا موسى للحكومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي، فقالا
1 / 50