============================================================
كتب بالحروف والكلمات الدالة عليه في اللوح المحفوظ بأمره، لا بكلام حادث، فإنما الحادث دلائل كلامه، وهي الحروف(1) والكلمة، لا حقيقة كلامه القائم بالذات، فإن كلام الحق لا يشبه كلام الخلق كسائر الصفات، ل و قد قال الله تعالى: { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) [الشورى: 51]، أي بأن يوحي إليه في الرؤيا كالأنبياء عليهم السلام، أو بالالهام كالأولياء رحمهم الله؛ ومنه الخبر: "إن الله لينطق على لسان (1) (فإنما الحادث دلائل كلامه وهي الحروف): قال الإمام البخاري: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة. وقال البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتساباتهم مخلوقة. فأما القران المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله تعالى ليس بخلق ولا مخلوق، قال الله تعالى: بل هو ثمان ييد ( فى لوح تخقوظه} [البروج: 21، 22]. وقال سبحانه: بل هو مايدتا يينكي فى صدور الذي أوتوا العلو) [العنكبوت: 49]، فذكر أنه يكتب ويحفظ، قال أبو عبد الله: فأما المواد والرق ونحوه فإنه خلق، كما أنك تكتب (الله)، فالله سبحانه هو الخالق، وخطك واكتسايك من فعلك خلق، لأن كل شيء دون الله فهو خلق. قال الله تعالى: { وخلق كل ثى وفقدده تقدرا [الفرقان: 2] . اتظر: مقال العبادلة، ص 27. قال القرطبي: وخلق كل شيء لا كما قال المجوس والثنوية أن الشيطان أو الظلمة يخلق بعض الأشياء، ولا هو كما يقول من قال: للمخلوق قدرة الإيجاد، فالاية رد على هؤلاء {فقدره تقديرا)، اي قدر كل شيء مما خلق بحكمته على ما أراد، لا عن سهوة وغفلة، بل جرت المقادير على ما خلق الله تعالى إلى يوم القيامة وبعد القيامة. فهو الخالق المقدر فإياه فاعبدوا. القرطبي .3113
Halaman 76